أخبارالعالم

التنمية الحقيقية طريق استئصال الفقر “الصين نموذجا”

في هذا المقال سنتحدث عن التجربة الصينية التي أحدثت الفارق واستطاعت السنة الماضية أن تقضي بشكل نهائي على الفقر المدقع الذي ساد قرى ومناطق كثيرة بالبلاد. فقد حقق الصينيون إنجازات كبيرة على المستوى الاقتصادي والعلمي والاجتماعي. إنجازات ما كانت لتحقق لولا عزيمة الدولة والمجتمع من اجل تجاوز الخطوط الحمراء التي كان يئن تحتها ملايين الصينيين من الحاجة والعوز.

 فقد أعلن الرئيس الصيني شي جينبينغ والذي يتولى أيضا الأمانة العامة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، السنة الفارطة، لدى مخاطبته الاحتفال الذي أقيم بمناسبة إتمام مشروع إزالة الفقر النموذجي، أن الصين قد انتصرت في معركتها ضد الفقر. وأضاف أنه لقد تم إنقاذ 98.99 بالمائة من القرى التي كانت تعيش تحت خط الفقر، لقد أنجزت الصين المهمة الشاقة بالقضاء التام على الفقر وأخرجت 832 مقاطعة و128,000 قرية، وصار الفقر الذي ظل يطارد الشعب الصيني لأكثر من قرنين من ذكريات الماضي.

 فقد كان في الصين قرابة 770 مليون شخص يعانون من الفقر المدقع سنة 1978، وتقلّص العدد إلى ستة ملايين في العام 2019، أي خلال أربعة عقود فقط. فيما تؤكد الدولة الصينية على لسان رئيسها في احتفالات الحزب الشيوعي، أنها قضت على الفقر الشديد نهائيا مع نهاية العام 2020، وهو ما اعتبره البنك الدولي عمل غير مسبوق في التاريخ فعلا، وعمل تنموي جبار يحسب للدولة والشعب الصيني. الصين، بذلك، حققت أجندة الأمم المتحدة الخاصة بالتنمية المستدامة لعام 2030 والرامية إلى التقليل من حدة الفقر وفق خطتها العشرية، ويعتبر ما قام به الصينيون في محاربتهم للفقر معجزة في تاريخ البشرية.

حصل ذلك بسبب سياسة تنموية رشيدة، كانت لها أهداف واضحة، ووضعت على أسس علمية واقعية ورصينة منذ سنة 1978، فقد قامت الحكومات الصينية بوضع خطط اقتصادية مناقضة جذريا لسياساتها السابقة والتي لم تكن ناجعة بما يكفي، مما ساهم في نسبة نمو اقتصادي كبير سنويا، وفي ارتفاع متوسط الدخل السنوي للأسر الحضرية بنسبة 82٪ في القرى و66٪ في المدن، وتم استثمار جزء من عائدات الميزانية بين سنوات 2013 و2021 لمحاربة آفة الفقر، وتعزيز البنيات التحتية والطرق والإسكان، وأصبح لدى الصين أجود أنظمة تعليم وضمان اجتماعي ورعاية صحية في العالم.

صاحب ذلك إنفاق كبير على التعليم والبحث العلمي، والتصنيع الدقيق الفائق التقنية، والنشر الأكاديمي، وبراءات الاختراع، والمشاريع الاقتصادية والصناعية والتجارية، تبنت الدولة التعليم الموجه لتحقيق السياسات المستهدفة للحد من الفقر وذلك من اجل خلق تنمية اجتماعية واقتصادية مستدامة. إذ اعتبر الصينيون التنمية المفتاح الرئيسي للقضاء على الفقر.

فقد اعتبرت الصين دوما أن التنمية هي الركيزة الأساسية لاستئصال الفقر، وفى العقد الأخير قامت الصين بالدفع بعمليات التصنيع من خلال تشييد البنيات التحتية في القرى، والزيادة الثابتة للمشروعات الاستثمارية، كما شجعت الاقتصاديات المحلية والصغيرة في المناطق التي تعيش الفقر.

عالميا أصبحت الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وبلغ ناتجها المحلي الإجمالي 18.5٪ من الاقتصاد العالمي، وبذلك صارت الصين الشريك التجاري لأزيد من 140 دولة، وباتت الصين تقود العالم من حيث إجمالي حجم التجارة والمبادلات والسلع.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button