في الصميم

الرصاص الغاصب لن يرعب الحق الكاشف عن المستور

بقلم :أمين الزتي

اليوم وللأسف وعلى أنظار العالم ، قوات العدو تقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة، مراسلة الجزيرة بفلسطين، أثناء تغطيتها لإقتحام مخيم جنين..

بداية الحمد لله على قضائه وقدره ، و نقول مثلما قال الأولون من الأنبياء والمرسلون_ إنا لله وإنا لله وإنا إليه راجعون…رضا بقضاء الله الواحد القهار .

لكن هذا لا يمنع من أن نقف وقفة نقد، وتأمل في مجريات ما يحدث ، ونضع هذا الفعل الجرمي الشنيع ، تحت مجهر التحليل ، وفي ميزان المنطق ، لنقيس درجة أو فاعلية الممارسة والخطاب الجاف ، رفقة مداد أحمر ، من دم الشهيدة ، لنرفع جهارا أصوتنا ونصدح بقول_ لا لقمع الأصوات الحرة ، ولا لسفك دماء الأبرياء منا ولا تم ( لا ) لتكميم الأفواه الناطقة بواقع الذل والمهانة وما يستهدف القيم الكونية وجودا ونقول بإسهاب.

_لا لترسيخ قيم التسيب الحاصل .

_ولا لإستهداف وسيلة الوصول إلى الحقيقة وممارسة الإرهاب النفسي والجسدي .

ونعلن أن الصحافة ليست جريمة بالقدر ما هي وسيلة لنقل قدسية الخبر المضطهد من رصاص العدو الغاصب.

_ ولا لإستمرار تمادي العدو وجرائمه التي ما زال صداها يصل العالم ، بين الدقيقة والتانية ، والتي لا يجد الكل أمهامها، إلا الإستكانة ، ومتابعة المشاهد تحت واقع بل و مسمى المكتوب الحتمي .

فكفاك يا أيادي الذل والعار، تعبثين أنآء الليل وأطراف النهار، بكرامة الأحساب وتطاردين حسن الأنساب ، وتقفي أمام أقلامنا النيرة دون رحمة أو ضمير أو مرجع نضامي قوي ، يوقف شغفك وتمادي أفعال الجاني ، نحو سفك دماء الشرف وإراقتها على أرض النضال .

فلم تكن زميلتنا الوحيدة التي اخترقت رصاصات الكلاب جسدها ، إلا حاملة رسالة وفكر وناقلة لأحداث ومجريات، تتحسس فيها فعل الجاني وناقلة لواقع يمارس فيه الممنوع ، فلم تكن هي الوحيدة التي استهدفت برصاص العدو فقبلها كان ، الشهيد الطفل، والشهيد المعلم والطبيب وغيرهما، لتلتحق الأخيرة بين ثنايا الزمن، شهيدة الكلمة الحرة الزميلة شيرين أبو عاقلة ، أي بركب الشهداء، الذين وعدهم الحي الذي لا يموت ، بأوفر الجزاء، حين قال في محكم قوله وَلَا تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمْوَٰتًۢا ۚ بَلْ أَحْيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ.

وقال في شأن الغاصبين _ ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الضالمون .

_فلا بأفعالكم ستوقفون صوتا يصدح بالحق ،أوتوقفون أنامل الشرف ، أو ترعبون من ترونه عدوا ، فلا بذنب قتلت ، بل على مواقف الصمود المهني ، وعلى الضمير الحي ، وعلى دين وعقيدة تحسدون فيها شعبا عربيا صامدا و تابتا يواصل ويؤكد على مسار ملف السلم والسلام ، فيما مواقفكم تجعلون علية قومهم عبرة ، كما فعلت أشياعكم، فيمن قبل مع سادة الأرض والسماء ، الأنبياء والمرسلون ، وتكونون هنا قد نجحتم في مزج حقدكم الدفين ، وفعلكم الجائر ، بل وتقتلون جهارا ، قيم الإنسانية ، في زمن العناوين الباهرة، التي طالما أحسنتم صنعها و غردتم بها على مسامع العالم ، تحت مسمى الحريات و حقوق الإنسان ، ومنها الحقوق المدنية والسياسية والاعلامية، التي تكفل شكلا ، وتغيب جوهرا ، وتبقى في حقيقة الأمر ، ذر للرماء في العيون ، لتكشف اليوم وقبله قضية الزميلة ، مدى واقع الإعتداءات المريبة التي تخترق فصول القانون الدولي والمواثيق والمعاهدات على أرض فلسطين الأبية ، واليوم تنضاف إليها الجرأة الجريئة بإمتداد أيادي العار، نعم أيادي الذل والمهانة، لإنتهاك جسد المرأة المناضلة، كل هذا وذاك لترسيخ قيم ومعالم العبودية بدل مزاعم السلم والسلام والأمن والأمان.

_هو في الأخير إستشهاد الروح الطيبة بطعم الشرف ، فالشهيدة كما نحسبها والله أعلم بها ، تدخل من باب واسع، وتحت أنظار العالم سجل المرأة المناضلة ، و المكافحة التي سفكت دماءها برصاص العدو ،لا لمطامع شخصية، او دفاعا عن حق ذاتي ، بالقدر ما هو دفاع عن الكلمة الحرة ، وعن قضية العرب على الأرض الطاهرة ، لكن هذا لا ولن يوقف مسألة الجهر بالحق ،ولن يتني حملة القلم ، من ممارسة واجبهم الصحفي، رغم خطوات الترهيب والتسييج والتكميم الشامل ، ونؤكد مرة أخرى ، أنه مهما طال الليل سينجلي وستكسوه أنوار الحقيقة يوما ما ، وسيعود القرد مستظلا تحت رحمة شجرة ،ولا يجد بعدها أمن من سطوة الحق.

اليوم ومع هذه المهزلة ، دعوة إلى صحوة مجتمعية ، نحو المطالبة بتعديل قانون دولي يرسخ في مضمون واقع الجريمة الإعلامية الدولية ، قانونا يجعل من سيادة صاحبة الجلالة، مكانة محفوفة بمعالم الحماية البدنية، ويبوؤها مقعد الشرف ، وينظر إليها كشريكة في إرساء معالم السلم والسلام و من الإعتداءات ، التي طالما تطال الطبقة التي لا تحمل سلاح يخترق الأجساد قسرا، بل قلم يروض الجبابرة ويضع أقدامهم على سكة السلم مهما طال الزمن ،بل و نحو تعميم معالم القيم الكونية، التي شاؤوا إقبارها بسفك الدماء، وقتل الشهداء وممارسة الممنوع على حساب دم الشهي

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button