أخبارالناس و الحياةغير مصنفمجتمع

الإكستازي.. سحر الحبة المهلوسة القاتلة + فيديو

فاس- حنان الطيبي

 “الإكستازي” حاضر وبقوة، يتنامى عندما تصبح الهلوسة شغفا يتهافت عليه الشباب، يتناولون حبوبها كناية على “الرجولة” وتحقيق الذات.. حين لا يجدون ذواتهم في عالم الحقيقة، يبحثون عنها في عالم الوهم والخيال..! مصطفى شاب في الخامس والعشرين من عمره، يتناول حبوب الإكستازي عندما تحاصره مشكلة من مشاكل الحياة في طريقه، فيتناول حبة الإكستازي ومن ثمة يمسك مشرطا ويقطع يديه وذراعيه.. ، هو مخدر بالكامل، فلا إحساس ولا شعور، والنتيجة بركة دم أحمر ساخن من تحته ولعنات صاخبة زاجرة، ومن ثمة النوم الطويل، لا يكاد يتذكر شيئا من هذا المشهد المرعب..

وفي الصباح يجد ندوبا على يديه تتماثل للشفاء..! أما بالنسبة لمحمود، فحالته تختلف عن مصطفى كل الاختلاف، لأن محمود لا يستطيع إنجاز علاقة حميمية كاملة إلا بعد تناوله حبة أو حبتين من الإكستازي..! حبوب الإكستازي أو كما يسميها المغاربة بمجموعة من الأسماء الغريبة؛ منها : “الألغاز”، “ليكسطاز”، “حبة الفهامة”، “الحلوى”، “العلكة”، “المسكة”، “الحنينة” و”اللصقة” وغيرها من الأسماء المتداولة بين تجارها وبين زبنائها. الإكستازي بمثابة نوع من حبوب الهلوسة وهو عقار للنشوة، مخدر اجتاح المغرب في السنوات الأخيرة بكثرة بالرغم من كونه تم تركيبه أول مرة في عام 1912 في ألمانيا، وكان في البداية بهدف الاستعمال لأغراض طبية وكذا لمعالجة بعض الأمراض النفسية والعصبية خصوصا العنيفة منها، ويذكر أن الإكستاسي محرمة في جميع دول العالم ، حسب اتفاقية تابعة للأمم المتحدة. مع تأثير الاكستازي يصبح متعاطيه أكثر هدوءا وعاطفية من المعتاد، وهو مثير للمشاعر والنشوة والارتياح ويزيد الإحساس بالثقة في النفس والأمان ويقوي من الرغبة في التواصل العاطفي مع الآخرين مع التقليل من الشعور بالخوف والقلق ، كما انه يعطي للجسم طاقة حركية مهولة، ولذلك ارتبط تعاطيه بالنوادي الليلية والمراقص والمجون، وبفئة الشباب والمراهقين دون فئة الفئات العمرية الأخرى. حيث يمكن لمتعاطي الإكستازي ان يرقص بشكل مفرط لمدة لا تقل عن 12 ساعة متواصلة، إلا أنه في بعض الحالات قد يشعر بهلاوس سمعية وبصرية تجعله أكثر استمتاعا وحيوية وسعادة. ولقد توافر هذا العقار في الاسوق عام 1970م و تم حظره قانونا عام 1985م ويتم تركيب هذا العقار من ميثايب لنييريوكس فيتامين كمادة أساسية، وتركيبته الكيميائية تسمى MDMA . ويصنع على شكل أقراص أو كبسولات وجرعته ما بين 80 الى 150 مجم. ويوزع العقار عادة في شكل أقراص لكن من الممكن أن يكون على شكل مسحوق أو كبسولة، عادة بابتلاعه عن طريق الفم على شكلعلى شكل حبوب، أو يستنشق على شكل مسحوق، أو بالحقن عبر الوريد. وهو عقار غير نقي 100% وإنما يضاف إليه مواد اضافيه اخرى مثل الكافين – الباراسيتامول- الامفيتامين – الكيتان – الديازيبام – و الايفيدرين – الفيتو بريتال.

وحسب بلاغ أمني لمديرية الأمن الوطني بالمغرب فقد عرفت الفترة الممتدة ما بين 15 ماي 2015 و 14 ماي 2018، العديد من العمليات التي باشرتها المديرية العامة للأمن الوطني في سبيل الوقاية من الجريمة ومكافحتها، بحيث كشف البلاغ عن 28.032 مبحوثا عنه في قضايا الاتجار في المخدرات والمؤثرات العقلية من حبوب الكستازي وحبوب القرقوبي.

وحسب وزارة الداخلية المغربية فقد أكد وزير الداخلية المغربي عبد الوافي لفتيت، أن الجهود الأمنية خلال سنة 2018 مكنت من حجز مليون و357 ألف وحدة من الأقراص المهلوسة.

وفي إطار المجهودات التي تبدلها الأجهزة الأمنية المغربية من رجال الأمن وعناصر الDST ، وفي إطار التعاون من أجل مكاقحة الجريمة فقد تم رصد حصيلة الجرائم المتعلقة بعمليات التهريب والحجز لحبوب الإكستازي؛ حيث وخلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، قال وزير الداخلية إنه تم حجز مليون و76 ألف من مخدر «الإكستازي» بزيادة 44 في المائة مقارنة مع سنة 2017 التي حجز فيها 943 ألف وحدة، مضيفا أن هذه الظاهرة تهدد الأمن العام وصحة الشباب.

وأضاف السيد الوزيرأن هناك مجموعة من التدابير الأمنية لمحاصرة تجارة الأقراص المهلوسة ومنها تشديد المراقبة على الحدود سواء بجهة الشرق أو معابر سبتة ومليلة ومتابعة المروجين، ومراقبة للأماكن العمومية، مشددا أن عناصر الأمن الوطني والجمارك تقوم بعمل يومي على مستوى هذه النقط لمنع دخول الأقراص المهلوسة.

كشف العميد هيثم الزناّد الناطق الرسمي باسم الإدارة العامة للديوانة قسم “الجمارك”، أن المحجوزات الديوانية من المخدرات بلغت خلال ال11 أشهر الاولى من سنة 2018، 89.648 الف قرص من مخدر “الإكستازي” و”السوبيتاكس” و28.6 كلغ من “الماريخوانة”، و52.3 كلغ من القنب الهندي.

هذا وتعتبر حبوب الإكستازي ليس عقارا إدمانيا بطبيعته رغم تعاطيه المتكرر، إلا أنه في الأساس سلوك اعتيادي أكثر من كونه “حاجة” كيميائية للمخدر، ويمكن أن يكون مدخل العلاج الذاتي كافيا في التخلص من عادة تعاطي مخدر الإكستازي بنجاح، ويبدأ البرنامج العلاجي مع الإقامة في مصحة علاج إدمان أو التردد إلى عيادة في حالات الإدمان الشديدة للعلاج من الأضرار التي ربما يكون قد سببها الميثيلين ديوكسي ميتامفيتامين. كما ان رحلة التعافي قد تصبح أكثر تعقيدا بحيث قد يتطلب العلاج النفسي والميولات السلوكية من قلق واكتئاب، أكثر من العلاج الجسدي والآثار التي قد يتركها الإكستازي على المدى البعيد على المدمن من رعشة في اليدين وزغللة في العينين وآلام في الرأس والصداع النصفي المزمن.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button