أخبارالرئيسيةالعالم

الدبلوماسي ادريس الكتاني: توتر العلاقات بين بايدن ونتانياهو تعجل بوقف الحرب في غزة

تساءل ادريس الكتاني الدبلوماسي السابق حول ” أصل الوثيقة التي وافقت عليها حماس ومن وضعها ؟، قائلا، “رسميا تقول حماس انها من اقتراح “الوسطاء ” في المفاوضات الغير مباشرة مع الكيان الصهيونى التي استمرت لأسابيع”.

ويضيف السفير الأسبق للمملكة المغربية في الكويت، “هذه قراء تي لهذا الاعلان المفاجئ، الذي استبشرت خيرا بحدوثه انطلاقا من تجربتي المتواضعة في المفاوضات الثنائية والدولية :
أولا: تحدث إسماعيل هنية عن الوثيقة المقدمة من “الوسطاء ” وليس من الوسيطين ( اي مصر وقطر ،كما فهم معظم المتتبعين)، فكيف للوسيطين أي مصر وقطر أن تقترحا مشروع اتفاق دون علم بل دون موافقة الوسيط الثالث المتستر، أي الولايات المتحدة الاميركية ،في شخص رئيس مخابراتها المتواجد بالقاهرة طيلة ايام المفاوضات ؟.
ثانيا: يقول ممثلو حماس ان الرئيس الامريكى تعهد لهم (عبر الوسيطين طبعا ) بضمان تنفيذ بنود ذلك الاتفاق وهذا ما لم يكذبه البيت الابيض لغاية كتابة هذه السطور .

فكيف للرئيس الامريكي ان يتعهد بضمان تطبيق ما جاء في وثيقة لم يكن مطلع على فحواها وبالتفصيل الدقيق؟
لذلك، و منذ الاعلان عن موافقة حماس بإسم الحركات الاسلامية المعنية عن قبولها بمشروع الاتفاق المقدم من طرف “الوسطاء “، كنت واثقا أن تلك الوثيقة هي من صياغة الجانب الاميركي، انطلاقا من مشروع الكيان الصهيونى الذي سبق وأن قدمه بتاريخ 7 أبريل ،المعدل بالاقتراحات التي ادخلت عيه لاحقا، وذلك بهدف أخد موافقة حماس أولا، وبعدها الضغط على الكيان الصهيونى بقبولها .

فالرئيس الاميركي أصبح مضطرا لأخذ زمام المبادرة أمام التغيير المتنامي في الراي العام الاميركي والعالمي بخصوص القضية الفلسطينية (خاصة الشباب والطلبة) وما يمكن ان ينتج عنه من نتايج سلبية على اعادة انتخابه وأعضاء حزبه في نونبر القادم بعد قرابة ستة شهور، مما يجعلني أتنبأ بايقاف الحرب الفعلي في الاسابيع القريبة القادمة رغم كل ما يصدر من تعنت ومبادرات حربية من نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة .

وكل ما سيحدث في الايام القادمة من دمار خاصة في رفح سيكون انشاء الله بمثابة الطلقة الاخيرة للمحارب المهزوم لذلك اعتقد ، انطلاقاً مما سبق، أن الكرة هي الان باتت في البيت الابيض ، وليست في تل أبيب، كما يبدو في اول وهلة ، حيت ستكون الإدارة الأمريكية مرغمة على اتخاذ كل التدابير الممكنة لإخضاع نتنياهو ،خاصة تعليق او تأجيل بعث السلاح و خاصة العتاد ،وهو أقوى وسيلة ردع ،حسب ما تسرب حدوثه مند اكثر من أسبوع، وجعله يقر بقبول المشروع المقترح من طرفها بعد ادخال بعض التعديلات عليه في مفاوضات شكلية لاحقة.

وها نحن اليوم نسجل تصريح الرئيس بايدن بخصوص تعليق إمداد اسرائيل بالذخيرة التي تقتل المدنيين ونسجل كذلك تعنت نتنياهو الذي مازال يرفض إيقاف الحرب، وانا اجزم ان الإدارة الأمريكية لاخيارلها إلا إرغامه بشتى الوسائل الممكنة ، وقد تذهب المواجهة بين الإدارتين الى مستويات ما كان احد يتخيلها حتى من كبار المحللين، كون ايقاف الحرب تعني بالنسبة لنتنياهو التخلي عن أهدافه المعلنة (القضاء الكامل على حماس)والغير المعلن وهو الأهم (الإطاحة ببايدن في الانتخابات القادمة وعودة ترامب الى السلطة)، وكل هذا طبعا في مصلحة القضية الفلسطينية.

لكن الاحتمال الاخر الدي أخشاه هو ان يتراجع نتنياهو عن فكرة اجتياح رفح والاكتفاء بما هو مقبول مبدئيا من الإدارة الأمريكية أي متابعة ما يفعلونه حاليا في شكل قصف محدد لبعض الأماكن بحجة انها بيوت لأعضاء حماس ،مما يسبب في سقوط قتلى وجرحي في صفوف المدنيين الأبرياء بالعشرات يوميا، وقد تطول هذه المدة اسابيع بل شهور في انتظار قرب الانتخابات الرئاسية الاميركية، حيت يأمل نتانياهو عودة ترامب الى الحكم والعودة إلى إحياء مشروع صفقة القرن الهادف إلى تصفية القضية الفلسطينية.

لكن هل سيسمح ،الرأي العام داخل اسراييل وعلى المستوى الامريكي والعالمي بتطبيق هذا السيناريو طيلة هذه المدة؟ وهل سيهدد الرئيس بايدن اسرايل بالاعتراف بدولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية كما تطالب بها المجموعة العربية ؟

وهل ستتدخل المحكمة الجنائية الدولية وتتخذ الإجراءات اللازمة في حق كبار المسؤولين في الكيان الصهيونى؟اعتقد جازما ان الإدارة الأمريكية ستكون مضطرة لاتخاذ كل المبادرات الضاغطة الممكنة انطلاقا مما ستشير اليه استطلاعات الرأي المتتالية في الأشهر المقبلة بخصوص امكانية نجاحها من عدمها في الاستحقاقات الانتخابية القادمة.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button