أخبارالمرأةتقارير وملفاترياضة

“بشرى بيبانو” المغربية القاهرة لقمم الجبال

تمكنت متسلقة الجبال المغربية بشرى بيبانو مؤخرا من تسلق جبل “أنابورنا” بسلسلة جبال الهيمالايا في نيبال، الذي يعد من بين الأخطر في العالم بالنسبة للمغامرين.

و على إثر الإنجاز المشرف الذي حققته برفعها العلم الوطني بقمة أنابورنا، بعث الملك محمد السادس برقية تهنئة إلى بايبانو، معربا عن “أحر التهاني وأصدق المتمنيات بالتوفيق في مسيرتها المتألقة نحو القمم العالية”.
ومما جاء في برقية الملك: “وإننا لنشيد بما فتئت تبذلينه من جهود كبرى، لتحقيق أفضل الإنجازات في رياضة تسلق الجبال، مجسدة بذلك عزمك وإصرارك المعهود على تشريف المرأة المغربية وتأكيد حضورها المتميز قاريا ودوليا”.

بشرى بيبانو أو “المرأة العنكبوت”
خُلقت لتحدي الصعاب والثبات في الطريق إلى القمة، بشرى بيبانو أو “المرأة العنكبوت” سيدة مغربية في الخمسينيات من عمرها تهوى تسلق القمم العالية، وهي أول امرأة مغربية تصل إلى قمة إفريست، أعلى جبل على وجه الأرض.
ورفعت علم المغرب فوق قمته التي تبلغ 8091 مترا، وهو إنجاز مهم يضاف إلى سجلها الحافل بتسلق أعلى القمم في مختلف القارات.
تسلق الجبال شغف اكتشفته المهندسة المغربية في ريعان شبابها، ومنذ بلوغها سن الخامسة والعشرين أحبت بشرى المشي وممارسة الرياضات التي تتطلب قدرة التحمل، إلى أن داهمتها فكرة تسلق جبل توبقال أعلى قمة في شمال إفريقيا، الذي يقع في المغرب، ومن هنا كانت انطلاقة المشوار بمؤازرة من زوجها “لقد ساعدني زوجي كثيرا في ممارسة هوايتي، وتسلق عدة قمم برفقتي. بعد أن صعدنا معا إلى قمة توبقال، أقنعته بالسفر إلى تنزانيا لتسلق أعلى قمة في إفريقيا. وتمكنت من تحقيق ذلك الهدف برفقته في فبراير 2011”. وهي خريجة المعهد الوطني للبريد والمواصلات بالرباط، الحاصلة على دبلوم الدراسات العليا في التدبير من مونتريال في كندا.

 أول مغربية تنجح في خوض تحدي القمم السبع

تعتبر بشرى بايبانو أول مغربية تنجح في خوض تحدي القمم السبع، كليمنغارو بإفريقيا، ومون بلان في أوروبا الغربية، وإلبروس في أوروبا، وأكونكاغوا في أمريكا الجنوبية، وماكينلي في أمريكا الشمالية، وبيراميدس كارستنزي في إندونيسيا، ثم قمة إفريست التي تعد الأعلى في العالم، وفانسون في القطب الجنوبي.
تسلقت الجبل الأبيض Le Mont Blanc 4810 m وهي أعلى قمة في أوروبا الغربية في يونيو من عام 2011. وتسلقت قمة البروس وهي أعلى قمة في أوروبا وتقع في سلسلة جبال القوقاز، في يونيو 2012. وشدت بيبانو الرحال في مطلع عام 2014 إلى أميركا اللاتينية، وتسلقت قمة “أكونكاگوا” وتقع في الأرجنتين بعد محاولة فاشلة عام 2012. وتسلقت البطلة المغربية، في صيف عام 2014 قمة دينالي، وهي أعلى قمة في أميركا الشمالية، تقع بألاسكا في الولايات المتحدة الأميركية. وتوجهت المغامرة في نونبر 2015 إلى آسيا حيث تسلقت قمة”بيراميد كارستينس”، وهي أعلى قمة في إندونيسيا.

الحلم الأكبر.. تسلق قمة إيفرست عام 2017
بعد كل هذه الإنجازات، لم يبق أمام بيبانو سوى تحقيق هدف أخير وهو تسلق أعلى قمة في العالم. وفي مايو 2017، حققت بيبانو، وهي أم لفتاة يبلغ عمرها حاليا 15 عاما، الحلم الأكبر واستطاعت تسلق قمة إيفرست وهي أعلى قمة في العالم، لتصبح بذلك أول امرأة مغربية وشمال أفريقية وثالث عربية تحقق هذا الإنجاز.
وقالت المغامرة بشرى بايبانو أنها “شعرت بفخر واعتزاز كبيرين لكونها تمكنت من رفع علم المغرب فوق هذه القمة، ونجحت في تشريف المرأة المغربية والعربية والمسلمة”، حيث تعتد أول امرأة عربية تمكنت من تسلق هذه القمة. وأضافت أن “الرغبة في تحقيق هذا الهدف ورفع رأس المرأة المغربية، جعلتني أقاوم التعب الشديد والصعوبات الكبيرة التي صادفتها في رحلتي نحو هذه القمة التي تعتبر من بين أصعب القمم في العالم، وذلك خلال شهر رمضان، إذ كنت أتسلق الجبل وأنا صائمة، واستمر ذلك عدة أيام حتى بلغت هدفي”.
وذكرت بايبانو إلى أن عدد المتسلقين الذين تمكنوا من بلوغ هذه القمة لا يتجاوز 300 شخص، وذلك بسبب المخاطر الكبيرة ووعورة الصخور، ناهيك عن قلة الأكسيجين كلما زاد الارتفاع.
وواجهت البطلة المغربية أيضا، احتمال حدوث انهيارات ثلجية، كما أن “الطقس كان قاسيا ومتقلبا، وهو ما زاد من مشقة تسلق الجبل”.
وذكرت بايبانو أنه “خلال اليوم الأخير من الصعود للقمة، احتاجت إلى أزيد من 15 ساعة من المشي من دون توقف قبل بلوغ الهدف. أما في الهبوط، فتسبب هبوب عاصفة ثلجية قوية في عراقيل كثيرة، حيث تعرض بعض من كانوا يحاولون تسلق الجبل لتجمد الأصابع أو التيه”. وكادت تفقد حياتها أكثر من مرة، ولم يزدها ذلك إلا إصرارا على رفع سقف تحدياتها.
“الوسام الملكي لسنة 2015 شكل أكبر حافز

وقالت المغامرة التي تعمل مهندسة دولة في الإعلاميات بوزارة التجهيز والنقل، أن “الوسام الملكي الذي وشحني به الملك محمد السادس سنة 2015 شكل أكبر حافز، جعلني أبذل كل ما في وسعي لأكون في مستوى المسؤولية..وزادتني تهنئة الملك لي على إنجازي بصعود قمة أنابورنا حماسا وقوت عزيمتي لتحقيق نجاحات أخرى في رياضة تسلق الجبال، وفي مجال تنمية وضعية الفتاة المغربية على حد سواء”.

سبع أعلى قمم في العالم” في أربعة أعوام (2011 – 2015)
وتعد بيبانو أول مغربية تمكنت من بلوغ أعلى “سبع أعلى قمم في العالم” في فترة 4 أعوام (2011 – 2015). وتفتخر المتسلقة المغربية بتاريخ 21 غشت 2015، الذي سيبقى راسخا في ذهنها إلى الأبد، حين وشحها الملك محمد السادس بوسام الاستحقاق الوطني من درجة قائد، خلال احتفالات عيد الشباب.
وأكدت البطلة بصفتها رئيسة للجنة النسوية داخل الجامعة الملكية المغربية للتزحلق ورياضة الجبل، أنها تحاول أن تدفع بالفتاة المغربية لتخوض هذا المجال الذي يعد حكرا على الرجل بالدرجة الأولى لتمثل المغرب في المحافل الدولية، “هذه الرياضة لم تكن معروفة من قبل، لذلك نحاول اليوم الاشتغال مع مجموعة من الفتيات لخوض التحدي، مثلا هذه السنة استطاعت أكثر من 40 فتاة أن يصلن إلى قمة توبقال، في انتظار أن يصلن إلى قمم أخرى عالمية”.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button