أخبارالرئيسيةثقافة و فن

زمن الجمر الرصاص

توغل الحقد
زُرِعَ الشك
هشموا باب الدار
تَفَشّى الجور
والرفاق كسروا عظامهم
في وضح النهار
هل تذكر يا محمد
عصير الشيفون
وقنينة لاسكيون
والخبز الصلب
ووجبة الفلقة في الصباح
عند المساء ..
ولسعة الكهرباء
وصفعات المخبر
وضماضة العين السوداء
والقبو الانفرادي المظلم
ونفخة المزمار
وصياح الرفاق
وأنين المقهورين
وضحكات العتاه
ودماؤنا تسيح على الجدار
يا محمد
لِمَ أعدت الحكي
وسيناريو زوار منتصف الليل
وكشفت الأسرار
ما أزال أرى وقفت أمي وأمك
عند باب المعتقل
وجسمهما المنهار
وأخي الصغير يتأبط سلة الزيارة
وعلبة السجائر
ضحكت حين مدني الحارس بلفافة
والتسعة عشرة الأخرى له
لم يراع لنا اعتبارا
أطلقوا عليك وعلى أبي
وكل الرفاق
بالعصاة والجناة
بالخونة الأشرار
أجبرونا على توقيع محاضر الاعتذار
يا محمد
لَيحزنني أن أرى بعض الرفاق
وقد ركبوا سيارات مرسيدس
وتبوؤوا المناصب
وعلى ظهر الماضي حملوا المكاسب
دينارا ودرهما ودولارا
لم يصدق المحقق أننا جزء من هذا الوطن
فأمر جلاده أن يجهز لنا الكفن
وحملنا نعوش بعضنا على الأكتاف
وكنا كتيبة عز وافتخار
مات إدريس بالمنفى وعليه بقع الجذام
ولم يمش في جنازته أحد
لا من الكبار ولا من الصغار
أما أنا وأنت ومن بقي من الرفاق
مازلنا في الوطن
نزرع الأمل
والخير سنابل ..
نغرس النخل والزيتون
والأشجار
يا محمد
وشم الكي نحمله تذكارا
فلا أعاد الله علينا سنين الجمر والرصاص
وسنطفئ بتاريخنا النضالي جذوة النار
وها هو المصباح بيدك
وبيدي درع الإنتصار
….
بقلم: مولاي الحسن بنسيدي علي
مهداة إلى الصديق الرفيق قيدوم المسرحيين والفاعل الجمعوي والحقوقي محمد بوزرو

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button