أخبارثقافة و فن

البدوية الوزيرة

شعر: مولاي الحسن بنسيدي علي

رحل جدي من القرية

باع العنزة والبقرة الحلوب

وكل رياش البيت 

وعلف البهائم

ومطامر الحنطة

وحظيرة الدواب

مسك لجام البهيمة

وجدتي و والدي والعيال

يترجلون خلفه

غادرنا مضاربنا

كانت الشمس تودعنا

تذوب في كبد السماء

رأيت في عين أمي دمعة

وعند ناصية الطريق

تعلقت بجريد نخلة 

ونفسي تأبى الرحيل

 عد من حيث أتيت

هل سأنسى الساقية

وحديقتنا الفيحاء

ورائحة الرمان

وبراد الٱتاي

والسمن البلدي

وفطيرة الخالة رقية

عند العصرية

وكلبي الوفي

ومشموم ورد الصباح

تقطفه لي حبيبتي زكية

كم أنت قاس يا جدي

ما أشق الرحلة

ما أقسى فراق الربع والأحبة

وباقة الورد من يد زكية

 لم تعد العباءة تدثرني

ارتديت الجينز

 حلقت شاربي

وصرت كصبيان المدينة

  مضت السنون رتيبة

أرسم بالريشة وجه الحبيبة

وأنظم القصيدة

هاجرت زكية خارج أرض الوطن

 مع والدها شيخ القبيلة

وبعد عقود   

رأيتها داخل القبة الشهيرة

رقصت من فرحي

صارت زكية وزيرة

في الحكومة *الرشيدة *

فهل تذكرني

و تذكر قصائد غرامي

ومشموم الورد

والبادية

ووقفتنا على التل

ومعزوفة الناي

وفطيرة خالتي رقية

جاءني الهدهد بالخبر السعيد

من معالي الوزيرة

 مولاي اشتقت إلى براد الٱتاي

والسمن البلدي وفطيرة خالتي رقية

فلا المنصب غيرني

ولا الكرسي يغريني

ومازلت زكية البدوية

صحت من فرط جنوني

تحيا البادية التي أنجبت زكية

ولحديث المساء بقية

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button