أخبارتقارير وملفات

“الحسيمة منارة المتوسط” تغير وجه الإقليم وتغري باستقطاب الاستثمارات الكبرى

سيمكن برنامج التنمية المجالية لإقليم الحسيمة، الذي اطلقه الملك محمد السادس ، من تحقيق توازن مجالي بين العالمين القروي والحضري بالإقليم. ويشكل هذا البرنامج امتدادا لبرامج طموحة أخرى أطلقها الملك في مدن مراكش والدار البيضاء والقنيطرة وسلا والرباط وطنجة.

(أرشيف)

وأشرف الملك محمد السادس، يوم السبت 17 أكتوبر 2015 بمدينة تطوان، على إطلاق برنامج التنمية المجالية لإقليم الحسيمة والذي أطلق عليه اسم “الحسيمة، منارة المتوسط”، والذي تم إعداده تنفيذا للتوجيهات السامية المتضمنة في الخطاب الذي ألقاه الملك عقب الزلزال الذي ضرب هذه المنطقة من شمال المملكة في 24 فبراير 2004،

تفعيل رؤية الملك بخصوص الجهوية المتقدمة

والتزم عامل الحسيمة، فريد شوراق على تفعيل الرؤية المستنيرة للملك المتعلقة بالجهوية المتقدمة، والتي تروم تقليص الفوارق الترابية، وتكريس اللامركزية وقيم التضامن، وخاصة البرنامج الذي يروم تنمية الوسطين الحضري والقروي للإقليم، وكذا تعزيز المكتسبات والإنجازات المحققة منذ الخطاب الملكي التاريخي ل 25 مارس 2004 بالحسيمة.

كما قام ولازال شوراق بالسهر الحثيث وبمجهودات دؤوبة على البرنامج الذي يقوم على مقاربة مجددة من حيث أفقية والتقائية وتناسق التدخلات العمومية، ويطمح لمصاحبة النمو الحضري والديموغرافي الذي يشهده الإقليم، وتعزيز موقعه الاقتصادي، وتحسين إطار عيش ساكنته، وحماية بيئته. إضافة إلى قيامه على مقاربة تشاركية، ينخرط  فيها مختلف الفاعلين بالإقليم.


أفاد بلاغ مشترك بين عمالة إقليم الحسيمة ووكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال، توصلت به “الحدث الافريقي”، بأن مشاريع برنامج “الحسيمة منارة المتوسط”، الذي أعطى انطلاقته الملك محمد السادس، عرفت تقدما ملموسا من ناحية الإنجاز، موضحا أنه من أصل 942 مشروعا مبرمجا تم إلى حدود التاسع من مارس المنصرم إنجاز 925 مشروعا، أي بنسبة 98 في المائة، ولم يتبق إلا 2 في المائة من المشاريع.

برنامج “الحسيمة منارة المتوسط “محفز على التنمية المجالية
وتم في إطار اتفاقية الشراكة لبرنامج التنمية المجالية لإقليم الحسيمة رصد مبلغ قدره 6.5 مليار درهم، كما تمت تعبئة مبالغ مالية أخرى، والتي تم رصدها من طرف بعض القطاعات في إطار تنزيل برنامج تكميلي، لتبلغ الميزانية الإجمالية المعبئة لإنجاز مجموع المشاريع المبرمجة في إطار البرنامج التنموي الحسيمة منارة المتوسط  7.2 مليار درهم.
وتتوزع المشاريع المنجزة ضمن برنامج “الحسيمة منارة المتوسط ” على القطاعات الاجتماعية (536 مشروعا)، والاقتصادية (139 مشروعا)، والبيئة وتدبير المخاطر (87 مشروعا)، والتجهيزات التحتية (95 مشروعا)، والتأهيل المجالي (62 مشروعا)، والقطاع الديني (6 مشاريع).


وتوجد المشاريع المتبقية، والبالغ عددها 17 مشروعا، في الأطوار الأخيرة قبل التسليم ومن المرتقب إنهاؤها أواخر شهر يونيو 2022، وتتطلب هذه المشاريع المتواجدة حاليا في المراحل الأخيرة من الأشغال “الدقة في الإنجاز حتى تستجيب للمعايير التقنية والفنية الدولية”، لاسيما الملعب الكبير والمسبح الأولمبي والقاعة المغطاة والمركز المتوسطي للبحر.
وسجل نفس المصدر المصدر أن هذه المشاريع بالإضافة إلى المركز الاستشفائي الإقليمي، وبالرغم مما تتطلبه من دقة في الإنجاز والاعتماد على بعض المواد المستوردة ورغم جائحة كورونا، فإن “أشغال الإنجاز لم تتوقف وتسير وفق البرنامج المسطر لها، وسيتم الانتهاء من أشغالها في الوقت المحدد لها”.
ويُذكر أن وكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال تولت تنفيذ 559 مشروعا ضمن هذا البرنامج، حيث تم إنجاز 552 منها أي بنسبة 99 في المائة، بينما المشاريع السبعة المتبقية توجد في مراحل متقدمة من الأشغال كالملعب الكبير والمركز  المتوسطي للبحر وخمس مشاريع أخرى لم تكن مبرمجة مع انطلاق برنامج “الحسيمة منارة المتوسط” ، ولكن تمت إضافتها من خلال البرنامج التكميلي السالف الذكر، على أن يتم الانتهاء من هذه المشاريع المتبقية قبل متم شهر يونيو 2022. وقامت وكالة إنعاش و تنمية أقاليم الشمال بخصوص المشاريع المنتهية، بتسليمها إلى القطاعات المعنية لتسييرها أو تفويتها هي الأخرى إلى هيئات مسيرة محلية.

وأكدت عمالة إقليم الحسيمة ووكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال، أنه بذلك تكون “الحسيمة منارة المتوسط” قد استوفت جميع العمليات المخصصة لها، واستجابت لتطلعات الساكنة فيما يخص القطاعات السالفة الذكر، مشددين على أن الفضل في إنجاز هذه المشاريع، في وقتها المحدد ووفق المنظور الشامل للاتفاقية الموقعة تحت أنظار الملك محمد السادس، يرجع إلى تظافر جهود جميع المتدخلين في هذا البرنامج المهم، إضافة إلى يقظة لجنة الإشراف والتتبع والتي عملت منذ الوهلة الأولى على إحداث خلية العقار التي سهرت على تعبئة العقارات التي تتطلبها هذه المشاريع وفق القوانين الجاري بها العمل. وسجلا بأنه رغم الخصوصيات العقارية التي يعرفها إقليم الحسيمة، والمتمثلة في تفتت الملكية وقلة التحفيظ العقاري وغياب أراضي الملك الخاص للدولة، تمكنت هذه الخلية من تعبئة أكثر من 200 هكتار من أجل إنجاز هذه المشاريع.

برامج تنموية استهدفت خلق فرص الشغل
واستطاع برنامج “الحسيمة منارة المتوسط” أن يبلغ أهدافه في المساهمة في خلق فرص الشغل وتثمين مؤهلات الإقليم وتحسين الجاذبية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وكذلك جودة الحياة لجلب عدد أكبر من الاستثمارات لتستفيد الساكنة المحلية من موقع الحسيمة الجيو-الاقتصادي بين الميناء المتوسطي لطنجة وميناء الناظور غرب المتوسط.
وتستوقف زائر إقليم الحسيمة وكل من يفد إليه الطفرة الكبيرة والدينامية التنموية المتميزة التي شهدها الإقليم في الأعوام الأخيرة، وعلى جميع الأصعدة، بفضل مشاريع برنامج التنمية المجالية “الحسيمة منارة المتوسط”.


طرقات معبدة ومنشآت فنية متميزة وبنيات تحتية ثقافية ورياضية وصحية وتربوية واجتماعية عديدة تشمل مختلف المجالات الحضرية والقروية، وخدمات متميزة للقرب لتسهيل ولوج الساكنة للخدمات الأساسية، هكذا تبدو الصورة الآن بإقليم الحسيمة بعد الدينامية المتميزة التي أحدثتها المشاريع الكبرى المهيكلة لبرنامج منارة المتوسط.
أحدثت هذه الأوراش التنموية الكبرى من دون أدنى شك نقلة نوعية على مستوى الإقليم وغيرت بشكل كبير من معالم حاضرة الريف، وساهمت في تعزيز الجاذبية المجالية للحسيمة وموقعها كوجهة سياحية فريدة ومتميزة.
وتعرف معظم أوراش هذا البرنامج التنموي المتميز، التي يفوق عددها 1000 مشروع، تقدما مهما في الأشغال حيث انتهت الأشغال ببعضها، بينما تعرف عدد من المشاريع الأخرى وتيرة إنجاز متسارعة.

البعد المجالي حاضر في الاستراتيجية التنموية
وتتوزع هذه المشاريع المهيكلة بين مختلف المجالات القروية والحضرية بإقليم الحسيمة في مسعى للحد من التفاوتات الاجتماعية والمجالية الموجودة وتعزيز ودمقرطة الخدمات الاجتماعية وخدمات القرب، وتسهيل ولوج الساكنة للبنيات التحتية الأساسية.
وسيكون لهذه المشاريع المتميزة وقع وأثر كبير على النهوض بالأوضاع السوسيو – اقتصادية للساكنة وتحسين إطار عيشها، على اعتبار أنها تتضمن إنجاز العديد من بنيات الاستقبال المهمة ، كالمسرح الكبير والمعهد الموسيقي والمركز المتوسطي للبحر بالحسيمة والمركز الاستشفائي الإقليمي بآيت يوسف أوعلي والقرية الرياضية بآيت قمرة، والتي تضم ملعبا لكرة القدم ومسبحا وقاعة مغطاة.

ويحضر البعد المجالي بقوة في هذه الدينامية التنموية، حيث يستهدف برنامج “الحسيمة منارة المتوسط” فك العزلة عن ساكنة العالم القروي عبر إنجاز العديد من المسالك والمحاور الطرقية والمنشآت الفنية، وربط العديد من الدواوير بالماء الصالح للشرب، وتثمين المنتوجات المحلية، واستكمال أوراش التأهيل الحضري لمختلف الجماعات الحضرية والقروية بالإقليم وكذا المراكز الناشئة.

مشاريع تنموية تستأثر باهتمام زوار الحسيمة
وبدأ يظهر عدد مهم من مشاريع برنامج “الحسيمة منارة المتوسط” إلى حيز الوجود وتستأثر باهتمام ساكنة الإقليم، والتي شهد جلها تقدما مهما في الأشغال لاسيما المتعلقة بإنعاش السياحة وفك العزلة عن الساكنة القروية وإنجاز المسالك والمحاور الطرقية.

وأصبح إقليم الحسيمة بفضل هذه المشاريع إحدى الوجهات السياحية المتميزة على الصعيد الوطني، خاصة مع إنجاز عدد من الوحدات الفندقية والسياحية الهامة بالإقليم، سواء التي اكتمل إنجازها أو التي توجد في طور الإنجاز، والتي من شأنها تعزيز العرض السياحي بالإقليم واستقطاب المزيد من السياح المغاربة والأجانب، وخلق العديد من فرص الشغل المباشرة لفائدة شابات وشباب الإقليم. كما تستأثر العديد من مشاريع البرنامج الكبير باهتمام ساكنة الحسيمة وزوارها، لاسيما القرية الرياضية بأيت قمرة والتي تضم ملعبا لكرة القدم ومسبحا وقاعة مغطاة، ومشروع إنجاز المتحف البحري والأكواريوم، التي ستسهم في تعزيز الجاذبية المجالية لإقليم الحسيمة وجعله قطبا سياحيا وتنمويا متميزا على الصعيد الوطني.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button