أخبارإفريقيا

المشترك الثقافي المغربي-التونسي يسمح بتأصيل العلاقات الثنائية  

دعا المشاركون في ندوة بتونس العاصمة، السبت إلى تثمين المشترك الثقافي المغربي-التونسي خدمة لصالح البلدين. وأكد المشاركون في الندوة الذي نظمتها مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات، حول المشترك الثقافي المغربي-التونسي، على أهمية تعميق الأبعاد الفكرية والاعلامية بالبلدين الشقيقين، والحرص على إتمام هذا المشترك والتوجه نحو المستقبل بهذا النفس الثقافي المغاربي.

وفي نفس السياق، شدد سفير المغرب بتونس حسن طارق على ”الحرص على إبقاء جدوى هذا المشترك وجعله مادة سلسة مكتوبة قابلة للولوج إليها لاسيما من قبل الأجيال القادمة”، مؤكدا أن الجوانب الثقافية التي تجمع المغرب و تونس تشكل إحدى أهم الثوابت التي تسمح بتأصيل هذه العلاقات الثنائية.

وأبرز سفير المملكة أن المشترك الثقافي بين المغرب وتونس هو في النهاية ما يحمله بشكل متبادل رجال ونساء من اهتمام بثقافة و فنون البلد الآخر.

كما سلط الديبلوماسي المغربي الضوء على وجود حرص على البعد الثقافي المغربي التونسي من قبل الجامعات المغربية والتونسية والذي ينبغي أن يترسخ أكثر فأكثر، مبرزا أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس أكد مرارا على أواصر التاريخ والإرث الحضاري العريق والأخوة القوية التي تجمع بين الشعبين الشقيقين.

ولاحظ في هذا الخصوص، وجود شبكة واسعة و متنوعة من الصداقات التي تربط بين الجانبين المغربي والتونسي، معتبرا إياها نسيجا اجتماعيا وإنسانيا عميقا.

و قدم حسن طارق أمثلة على الروابط و الصداقات التي جمعت و تجمع بين العديد من المسرحين و السينمائيين و الفنانين من كلا البلدين.

وذكر في السياق ذاته، بعدد من المواضيع التي تهم بالأساس التصوف المغاربي والديبلوماسية الدينية والثقافية والعلاقات الروحية لمشايخ التصوف بين تونس والمغرب بأقلام كتاب تونسيين ومغاربة.

ومن جهته، شدد عبد الجليل التميمي على أن هذا اللقاء شكل فرصة لاستعراض الأحداث الثقافية والروحانية التي تجمع المغرب وتونس منذ عقود، مؤكدا على أهمية إبراز المستوى الإبداعي للعلاقات الفاعلة والوازنة بين الشعبين والتي تم نحتها في المخيال المغربي عند كل الزوار إلى تونس.

ونوه التميمي، بالمبادرة المغربية المتمثلة في إصدار سلسلة من الأعمال تحت شعار ”غبطة الجوار” التي تحتفي بمظاهر القرب الثقافي العميق بين الشعبين المغربي-التونسي، داعيا كل السفراء العرب المعتمدين بتونس إلى النسج على منوال هذه المبادرة الثرية والعمل على تبنيها أثناء تمثيل دولهم في الفضاء التونسي.

وذكر بأن منشورات “غبطة الجوار” تقليد يحمل وراءه، فكرة ترسيخ المشترك الثقافي وتثمين روافده ضمن أفق ينتصر للطبيعة الثقافية الخاصة التي تبصم العلاقات المغربية التونسية في مجرى التاريخ والتقاء الحضارات وطموح المستقبل.

وأكد حسن نجمي، الباحث المغربي في التراث أن هناك رصيدا هائلا في التاريخ والمجتمع وفي الممارسة العقائدية والصوفية وكذا في الموسيقى والمسرح والسينما، فضلا عن المشترك بين المجتمعين المدنيين في البلدين الشقيقين.

وأضاف أن ”الرهان على المستقبل لا ينطلق من فراغ وإنما يستند إلى هذا الرصيد وإلى رأس المال الرمزي الذي كان قد انطلق مع مشروع “غبطة الجوار” وبدأ يتحرك مع المثقفين في الجامعات والمجتمع المدني التونسي والمؤسسات الثقافية والتعليمية كما حدث في هذا اللقاء مع مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات”.

وأكد نجمي أن المنتدى الذي نظمته مؤسسة التميمي شهد تبادل جملة من المعطيات والعناصر التي تعود إلى العمق التاريخي البعيد وإلى الذاكرة القريبة في العهد النضالي الوطني، مشيرا إلى أن كل هذه المعطيات من شأنها أن تؤسس إلى المستقبل، على المستوى الثقافي والفكري والاجتماعي والاقتصادي.

وسجل أن اللقاء شكل فرصة أيضا للتباحث حول جملة من الأفكار، على غرار كيفية إرساء مزيد من التعاون بين الجانبين المغربي والتونسي في المجال الثقافي وكيفية تنسيق عدد من المبادرات في هذا الشأن، معتبرا أنه ”ليس هناك ما يعيق تحقيق هذا الرهان”.

وخلال هذا اللقاء، تم تقديم السلسلة الكاملة لإصدارات سفارة المغرب بتونس المنشورة تحت شعار ”غبطة الجوار”، وذلك بحضور ثلة من المفكرين والباحثين والإعلاميين، فضلا عن عدد من أفراد المجتمع المدني بتونس.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button