أخبارالحكومة

المغرب يسعى إلى تدبير مستدام لضمان الأمن المائي

كتاب أبيض في ظرفية قاتمة: خبراء مغاربة يدقون ناقوس الخطر ويدلون بدلوهم في النقاش العمومي حول أزمة الماء

تعيش بلادنا هذه السنة واحدة من أسوإ سنوات الجفاف منذ الاستقلال. ميزتها عجز كبير في التساقطات المطرية نجم عنه تراجع مخيف في حقينات السدود وضغط كبيرعلى الفرشات المائية وتضرر فادح في القطاع الفلاحي والغابوي وشبح العطش يخيم على عدة جهات.
وقد خصص الخطاب الملكي بمناسبة افتتاح الدورة الأخيرة للبرلمان حيزا هاما للموضوع حيث أشار الملك إلى ” أن الحالة الراهنة للموارد المائية، تسائلنا جميعا، حكومة ومؤسسات ومواطنين، وتقتضي منا التحلي بالصراحة والمسؤولية”
وإذا كان عموم الناس لا يهتمون بالموضوع إلا في وقت الأزمة، فإن مجموعة من الخبراء والأطر المغاربة بدؤوا تفكيرا عميقا قبل أزيد من سنتين ودقوا ناقوس الخطر واقترحوا عدة حلول عملية لأزمة الماء ببلادنا.
يتعلق الأمر بحوالي ثلاثين خبيرا أغلبهم من خريجي معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط، راكموا تجارب و خبرات مهمة في مجالات البحث العلمي والتكوين الأكاديمي و دراسات و انجازات وتسيير التجهيزات المتعلقة باستعمالات المياه وانطلاقا من تجارب وطنية ودولية.
يطرح هؤلاء الخبراء وبكل تجرد واستقلالية إشكاليات عميقة مرتبطة بحقيقة حجم ونوعية المياه التي تتم تعبئتها وعدم تناسق السياسات القطاعية والتدبير الغيرالمعقلن للموارد ومسألة الحكامة في هذا المجال.
لا يتوقف عمل الفريق على التشخيص والانتقاد، بل يتقدمون بجملة من الاقتراحات تهدف بالأساس إلى ملاءمة العرض مع الطلب عبر سياسة مائية إرادية ومنسقة وتشاركية.
وقد ضمنوا كل ذلك في كتاب أبيض صدر حديثا بعنوان: “من أجل تدبير مستدام لضمان الأمن المائي ببلادنا”.
يهدف الباحثون بالأساس إلى إثارة نقاش علمي عمومي حقيقي حول القضايا المرتبطة بالأمن المائي في المغرب بعيدا عن كل اعتبارات ظرفية أو تجاذبات مصلحية أو سياسية في موضوع يهم الأجيال الحالية والمستقبلية.
ولذلك يضعون أنفسهم رهن إشارة المنابر الإعلامية من صحافة رقمية ومكتوبة وسمعية بصرية على الصعيدين الوطني والجهوي للمساهمة في هذا النقاش المهم والمنقذ.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button