أخبارالرئيسيةفي الصميم

كيف يتصرف المعارضون الجزائريون في الخارج ضد النظام ؟

تقدم لنا مواقع التواصل الإلكترونية يوميا تقريبا نخبة من المعارضين الجزائريين الذين ينطلقون من الواقع المعاش في بلدهم ، لشن حملاتهم ضد النظام القائم في بلدهم والتشهير بالرجال الذين يحكمونها ٠ وتتعدد توجهاتهم السياسية ، بقدر ما تتعدد الأساليب المتبعة في حملاتهم ، إنطلاقا من خارج الجزائر ، وفي أغلب الحالات من فرنسا التي تستحوذ على حصة الأسد في احتضان المعارضين الجزائريين

أما إنجلترا التي تفتح أذرعها للمعارضين من مختلف البلدان العربية ، فإنها على مايبدو لم تحتضن سوى معارض جزائري واحد هو محمد العربي زيتوت أحد أقطاب حركة رشاد ذات التوجه الإسلامي السياسي ، وبقدر ما ينأى هذا المعارض بنفسه عن الدعوة إلى العنف ، بقدر ما تتميزحملاته اليومية بتوجه سياسي راديكالي وعنيف في لغته ولهجته .

بقلم/ الاعلامي عبدالسلام البوسرغيني

ومن المغرب ينطلق صوت أحد أشهر المعارضين السياسيين الجزائريين ، وأعني به الصحفي اللامع وليد كبير الذي يعتمد في حملاته المتميزة على ما يفرضه المنطق السليم ، بالنظر للواقع المعاش في الجزائر٠ ولا يتردد في مهاجمة نظام الحكم في البلد الشقيق ، وتسفيه ما يتخذه من مواقف يرى أنها تسيئ إلى مصالح بلده ، خصوصا عندما تكون مرتبطة بالعلاقات المغربية الجزائرية ٠

وكثيرا ما يعتمد هذا المعارض المتنور على المقارنة بين الأوضاع في الجزائر والأوضاع في المغرب ، مستمدا استنتاجاته مما يشاهده ويعيشه ويتخذه كمواد تعزز ما ينشره ضمن روبورتاجات حية يعرض فيها ما يشاهده من مظاهر التقدم والنماء في مجمل الربوع المغربية ، وبالأخص في الصحراء الجنوبية المغربية ٠.

وإلى هذا الرجل الممتلئ حيوية والمتشبع بالغيرة على وطنه الجزائر ، وبصفة لا تقل عما يكنه من محبة لوطنه الثاني المغرب ، كما يصفه، إلى هذا الرجل يرجع الفضل في تقديم مواطن جزائري ولأول مرة لما تزخر به الصحراء المغربية الجنوبية من عمران وتعمير تبدو مظاهرهما واضحة في الأسواق وما يقدم فيها من وفرة في المواد الغذائية الأساسية ٠

وأعتقد أن الروبورتاج الذي قدمه عن السوق الواسعة التي تتوسط مدينة العيون المزدهرة ، يعد من أفضل ما تم إنجازه ، إذ يمكن للذين شاهدوه أن يطلعوا على سوق عز نظيرها حتى في عدد من المدن المغربية الأخرى ٠ فهذه السوق كما قدمها الصحفي الجزائري وليد كبير تضم وتجمع مختلف أسواق المنتوجات التي لها صلة بالمواد المعيشية للمواطنين ، من اللحوم والأسماك ، إلى الخضر والفواكه وغيرها ، ويقدم كل ذلك صورة ناصعة ومشرفة على ما تعيشه مدينة العيون من ازدهار يضمن لأهلها ولساكنتها العيش الرغيد ٠

قد يكون فاتني الكثير مما قدمه الزميل وليد كبير عن الجولة التي قادته إلى مدن صحراوية كثيرة وأوصلته الى معبر الكركرات ، لكن ما قدمه مكن عموم الناس ، خصوصا متتبعيه في المغرب والجزائر من الإطلاع على الواقع الذي تعيشه الأقاليم الصراوية الجنوبية للمملكةالمغربية ٠.

وأريد هنا أن أنوه أيضا بالصحفي الجزائري المقتدر عبدو سمار الذي دأب في حملة التوعية التي يقوم بها على التركيز في كل مرة على موضوع معين من المواضيع التي لها صلة بتدبير الأمور في بلاده ،أو على مشكل أو معضلة مما تواجه الاقتصاد الجزائري على الخصوص ، معتمدا على المراجع الموثوق بها ،سواء منها الجزائرية أو الصادرة عن المنظمات الدولية المتخصصة ، ويمتاز أسلوبه بالسلاسة والوضوح وتقديم الحجج المقنعة بصواب ما يقدمه من انتقادات أو مؤاخذات ٠.

أما المعارض الجزائري هشام عبود ، وهوبالمناسبة ضابط سابق في الجيش الجزائري ، فتتميز حملاته بشراسة تجعله يذهب إلى حد أنه لا يتوقف عن وصف الحاكمين في الجزائر ب ( أولاد الحرام ) ٠ ولا ندري ما إذا كان قد تعرض فعلا لعدوان على حياته ، كما يشير إلى ذلك تقديمه شكوى بالاعتداء عليه إلى السلطات الفرنسية

وبعد ، يصعب الإلمام بكل جوانب الموضوع خصوصا ما يتصل بالمعارضين غير المنتظمين ، واستعراض القضايا التي يتاح للمعارضين الجزائريين تناولها بفضل إقامتهم في الخارج ، وهو ما لا يتاح للمواطنين الجزائريين في وطنهم، ولكن نشير إلى أن ما يقدمه أولئك المعارضون يتركز في أغلبه على انتقاد سوء التدبير الذي يطبع ممارسة السلطة من طرف الأجهزة الحاكمة ، وهي تتخبط في معالجة المشاكل السياسية والإقتصادية ، وكثيرا ما تلجأ إلى تقديم الوعود حتى التي قد لا تبدو قابلة للتطبيق في انتظارالتخفيف مما يعانيه المواطنون الجزائريون من صعوبة في التوفر على مواد العيش الرغيد في ظل الظروف السائدة ، حتى وقد عرفت عائدات الصادرات من البترول والغاز قفزة نوعية بعد الإرتفاع الكبير في أسعارها .

وتجدر الإشارة إلى أن السلطات الحاكمة في الجزائر تتضايق من المعارضة النشطة انطلاقا من الخارج ، ولذلك تذهب إلى حد وصف بعض المعارضين بالموالين للمغرب على اعتبار أنها تنظر إلى المغاربة لا فقط كخصوم ، بل كأعداء ، و توصف البعض الآخرمن المعارضين بالإرهابيين والخونة ، وتضعهم في صفوف المتابعين قضائيا ، من غير الاعتماد على حجج ثابتة ومقنعة ٠ ولذلك لا تتم في أي دولة الأستجابة للطلب الذي تقدمه السلطات القضائية الجزائرية بترحيل المتابعين من طرف محاكمها ٠

وفي خضم الحديث عن تتبع نشاط المعارضة الجزائرية في الخارج ، لا بد وأن نثير الإنتباه إلى ذلك الزنديق المعتوه المسمى بنسديرة الذي يهاجم المغرب بطريقة بذيئة ومنحطة في حملاته المحمومة ٠ وما تجب الإشارة إليه ، وهويقدم نفسه كمعارض ناصح ، أنه يكشف من حين لآخر دون أن يشعرعن وجود تصدع في صفوف الرجال الذين يحكمون الجزائر من عسكريين ومدنيين ، إذ كثيرا ما يذهب في حملاته إلى شن هجومات عنيفة ضد شخصيات سامية في هرم الجهاز الحاكم أوشخصيات تنتمي للأوساط السياسية أو الإدارية ٠

ويبدو أن هذا السفيه بنسديرة يعتمد في حملاته على ما يتلقاه من تعليمات وما يسرب إليه من أخبار من أجهزة المخابرات الجزائرية المتعددة والمتناحرة ٠ وليس خافيا وجود صراع بين أجنحة الحكم التي كشفت عنها قضية الجنرال خالد نزار والجنرال توفيق اللذين يتوليان زعامة إحدى الأجنحة المتصارعة في ظل التوازن السائد حاليا في حظيرة النظام الحاكم في الجزائر٠

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button