أخبارإفريقيا

حرفيون يتألقون في إبراز أوجه تشابه الصناعة التقليدية النيجيرة المغربية

بمهنية كبيرة ودون عقبات وفي ظل أجواء طغت عليها الانسيابية والود استطاع حرفيو الصناعة التقليدية مغاربة ونيجيريون خلال معرض من خمسة أيام متتالية في أبوجا ، إلغاء البعد المكاني وتقصير المسافات التي توجد فقط على الخرائط الجغرافية بين نيجيريا والمغرب .

هم رجال ونساء مغاربة ونيجيريون ، يتألقون خلال النسخة الأولى من معرض الصناعة التقليدية النيجيري – المغربي ومهرجان العرس المغربي التقليدي (25 -29 أكتوبر ) المقام تحت شعار “الصناعة التقليدية في خدمة التمازج الثقافي”.

أزيد من 70 عارضا مغربيا و10 نيجيريين وتحديدا من ولاية سوكوتو ، يتبادلون فيما بينهم الثقافة والخبرة والتقنيات . من جانب الزوار ، المغربي يقتني من النيجيري والنيجيري يتزود من المغربي . عملية يطغى عليها الطابع الأخوي والانسيابية والمرونة واللطافة بلا حدود ولا قيود برية أو بحرية أو جوية ، مما يعكس التأثير القوي للثقافة .

وتحت أضواء مبهرة يعرض الصناع التقليديون من كلا البلدين من خلال عشرة أروقة مجهزة بعناية بمنتجات يجذب جمالها وجودتها وسعرها أكثر من زائر مغربي أو نيجيري .

ويوجد بمعرض الصناعة التقليدية النيجيري – المغربي منتجات الصناعة التقليدية من جميع الأصناف من قبيل الطرز والخزف والسلع الجلدية من بين أمور أخرى. كما يجد الزائر داخل المعرض الجلابة المغربية والأساور والمجوهرات من الذهب والفضة والنحاس ، وأحذية تقليدية ، ودمى صغيرة ترتدي أزياء مغربية أو نيجيرية ، وسروج الخيول .

ويكفي الزائر جولة داخل أروقة المعرض ليروي شغفه بالمنتجات المعروضة للصناعة التقليدية الأصيلة تفننت أنامل الصانع التقليدي في إخراجها تحفة ابداعية ذات رونق وجمال .

وينطبق ذلك على جوديت التي ملأت ثلاث حقائب صغيرة بعلامات وطنية من منتجات تقليدية مغربية .

وتقول في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء ” اشتريت قفطانيين مغربيين ، وأحذية تقليدية (شربيل ) ودميتين تجسدان اثنين متزوجين يرتديان ملابس ذات جمال لا يقاوم ” .

وتابعت ” هذا ليس كل شيء . سأعاود المجيء لاقتناء اكسسوارات أخرى وأدوات الديكور لمنزلي ” ، معربة عن أملها في زيارة المغرب في المقام الأول ، وثانيا رؤية إقامة هذا النوع من المعارض مرة أخرى بنيجيريا بمشاركة ولايات أخرى بنيجيريا أو باختيار موضوع يشمل القبائل الثلاث الكبرى بهذا البلد (الهوسا ، اليوروبا ، والإغبو ) .

صديقتها عائشة لاحظت من جهتها ، أوجه التشابه بين الثقافتين المغربية والنيجيرية وخاصة بشمال نيجيريا .

” تفاجأت باكتشاف العديد من نقاط التشابه بين البلدين ، ولاسيما فيما يتعلق بالثقافة والدين ” ، تقول عائشة وهي تحدق بإمعان في المنتوجات المعروضة وتطرح الأسئلة حول كيفية صنعها .

وبالنسبة للمغاربة المقيمين بأبوجا ، يعتبر المعرض نوستالجيا يمتزج فيها الحنين بالذكريات. ويؤكد ياسين أنه أتى من أجل إعادة الوصل مع ثقافة بلده الأصلي والالتقاء بمواطنيه الذين شرفوا المغرب خلال هذا الحدث ونسجوا علاقات مهمة مع نظرائهم النيجيريين .

داخل المعرض أخذ غراس وزينب استراحة قصيرة للحديث بعمق عن منتجاتهما من المواد الأولية المستعملة إلى عملية الصياغة وصولا إلى النتيجة النهائية التي تبهر الطرفين.

وقال غريس ” كان حوارا مثمرا تعلمت منه الكثير ” ، معربا عن أسفه مع ذلك ، على عدم المشاركة في الدورة ال14 لمهرجان العرس المغربي التقليدي ، المنظم من 20 إلى 30 أبريل الماضي بالرباط ، “والذي كان سيتيح له التعلم والفهم أكثر ونسج علاقات جديدة “.

بدورها لم تخف زينب ارتياحها واهتمامها بالمنتجات النيجيرية وخاصة النسيج الذي ترغب في الحصول على كميات كبيرة منه لفائدة أقاربها من أجل خياطة ملابس منه بالمغرب ، مع العلم أن أسعار جميع المنتجات بالمعرض في متناول الجميع وتجعلهم سعداء.

وكما يدل بوضوح الموضوع الذي اختير كشعار لهذا الحدث ، يشكل معرض الصناعة التقليدية النيجيري المغربي لحظة حقيقية للتلاقح الثقافي يتجاوز جميع الحدود من أجل تقارب وتعاون جنوب – جنوب مثمر ومتنوع وناجح .

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button