أخبارالعالم

عام جديد وأحلام فلكية.. وواقع مرتبك

سنة مضت ورحلت بمرَها وحلوها، طوت معها العديد من القضايا والأحداث التي ميزتها. الحدث الأبرز هو آثار انتشار الوباء وما عانته المجتمعات ولا زالت جراء هذه الجائحة اللعينة والأضرار التي خلفتها نفسيا واجتماعيا واقتصاديا، جفاف وفياضانات، آثار الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها الطاقية والغذائية، وأجراس الحرب التي تدق هنا وهناك.

رحلت سنة وحلت أخرى غير معتذرة عما بدر من الأولى، وسنواصل هدر الفرص إن لم تتحرك إنسانية الإنسان ويعود الضمير البشري لصوابه، وانبعاث نزعة إنسانية في مواجهة القيم الليبرالية المتوحشة. الشيء الذي يسمح لسياسة اجتماعية عادلة بتحقيق وعود الحرية والمساواة وخصوصا الثقة في المستقبل، مما يسمح لنا بترتيب الأولويات كالصحة والتعليم والسياسات والخدمات الاجتماعية الضرورية.

نحلم بأن يسود الحق والحرية والعدالة في مجتمع تقدمي حداثي في وطن متعدد الثقافات، وسياسة اجتماعية همها كرامة المواطن ولقمة العيش وتعليم عادل ونظام صحي في متناول الجميع بدون استثناء. نحلم بمجتمع أصحاب الفكر فيه لا يلتزمون الصمت حين يتعلق الأمر بقضايا عادلة، وأصحاب الأقلام اللامعة يواصلون تنوير المجتمع، والبحث عن الحلول.

نحلم أن نواكب تغييرا جذريا نتيجة دينامية داخلية، آخذة بعين الاعتبار مدن وقرى ومداشر، وكل طبقات المجتمع بدون استثناء، بتفكير واقعي وذوات محلية، والأخد بعين الإعتبار أيضا كل المستجدات الجديدة إقليميا ودوليا.

نحلم بفكر وأحزاب سياسية وطنية قوية، بمشروع سياسي كبير واجتماعي نابع من أعماق المجتمع المغربي، القريب من معاناة المهمشين والعمال، ويحمل هم الحاجة التي يعانيها المواطن  في الجبال والبوادي والمعامل … لتحسين ظروفه المعيشية.

يجب إعادة الاعتبار للسياسة والعمل السياسي وتخليقه وضخ دماء جديدة في العمل الحزبي وتنظيماته الجهوية، والانفتاح أكثر على كل الشرائح المجتمعية، من اجل مسار ديمقراطي سليم ومصداقية أكثر وتمثيليات تترجم الإرادة الشعبية. العمل أيضا على نسج علاقات جديدة للفروع وتواصلهم الدائم مع الناس وإشراكهم في التفكير المستقبلي وانخراطهم ومساهمتهم في المشروع التغييري الإصلاحي، السعي إلى مصالحة المواطن مع العملية الإنتخابية من خلال ورشات تأطيرية تسمح بعودة المواطنين للمشاركة في العملية الانتخابية.

ضرورة الانفتاح على كل المكونات الديمقراطية والاجتماعية في البلاد، واستجابة للتحديات التي تطرح على الفعل السياسي الوطني وخصوصا قوى اليسار التي شكلت طليعة الكفاح من أجل الديمقراطية المجتمعية نتيجة للصيرورة المجتمعية والتغييرات المنشودة.

فقد عرت الجائحة العديد من العيوب وبرهنت على أن الدولة الديمقراطية هي صمام الأمان والإطار الأنسب لاختيار السياسات العامة القادرة على مواجهة كل تحديات المرحلة، وسيادة القانون والإعلام النزيه وتعزيز رصيد الثقة الاجتماعية والحوار المجتمعي البناء وإشراك الناس في تدبير الشأن العام.

فبناء المجتمع العادل هو حلم وورش مجتمعي جديد يسمح لكل المواطنين بالمشاركة في التفكير والتصور لمشروع مجتمعنا القادم المتجذر في الهوية الوطنية والمتفتح على القيم الكونية لنكون على موعد مع التاريخ ونصنع الحدث ونستمر في العطاء خدمة لهذا الوطن.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button