أخبارإفريقياالعالم

استشهاد عسكري مغربي في الكونغو إثر احتجاجات ضد “مونوسكو”

استشهد الثلاثاء المنصرم جندي مغربي من القوات المغربية العاملة ضمن صفوف بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الإستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية، متأثرا بجراحه وأصيب 20  آخرين بجروح طفيفة.
وذكرت وكالة المغرب العربي للأنباء، نقلا عن بيان للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، أن الجندي توفي متأثرا بإطلاق نار خلال هجمات لمتمردين على عدد من المواقع التي تنتشر فيها تجريدة القوات المسلحة المغربية بالكونغو يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين. وأن هذه الهجمات “تسببت أيضا في إصابة 20 جنديا يعملون في صفوف تجريدة القوات المسلحة الملكية على مستوى موقع نياميليما بجروح طفيفة، والذين تم التكفل بهم على الفور”.

وأفادت الأمم المتحدة بأن مهاجمين عنيفين انتزعوا أسلحة من شرطة جمهورية الكونغو الديمقراطية، وأطلقوا النار على أفراد الأمم المتحدة الذين يرتدون الزي الرسمي، مما أدى إلى مقتل جندي من قوات حفظ السلام واثنين من أفراد شرطة الأمم المتحدة وإصابة شخص آخر بجراح.

وقدم نائب المتحدث الرسمي، فرحان حق، تحديثا بشأن آخر المستجدات من جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث يتواصل تصاعد العنف ضد بعثات لحفظ السلام. وقال للصحفيين “في قاعدة بوتيمبو التابعة لبعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونوسكو) اليوم، انتزع مهاجمون عنيفون أسلحة من الشرطة الكونغولية، وأطلقوا النار على أفرادنا الذين يرتدون الزي الرسمي”.

وتابع فرحان حق أن الأمم المتحدة تضم صوتها إلى القائم بأعمال رئيس بعثة مونوسكو، قاسم دياني، في إدانته لمقتل الزملاء، معبّرا “عن أعمق تعازينا لأسرهم وزملائهم”. ووصف دياني العنف ضد الأمم المتحدة بأنه “غير مقبول على الإطلاق” و “يأتي بنتائج عكسية” بالنظر إلى أن البعثة موجودة في البلاد، للعمل جنبا إلى جنب مع السلطات المحلية لحماية المدنيين، وردع الجماعات المسلحة، وبناء قدرات مؤسسات الدولة وخدماتها. ودعا السلطات الكونغولية والمجتمع المدني والمجموعات المجتمعية إلى التنديد بالعنف. وقال “لن نحرز تقدما نحو الاستقرار والسلام في حالة الفوضى والاضطراب أو الانقسام”. وتابع فرحان حق يقول إن أربع حوادث على الأقل استهدفت أماكن إقامة موظفي البعثة، ونُقل موظفون آخرون الآن إلى المعسكرات. وقال: “وفي وقت سابق اليوم، حاولت مجموعة من الغوغاء دخول مبنى مجمّع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في غوما لكن حرّاس الأمن تصدّوا لها”. ولكنه استطرد قائلا: “هاجم المئات قواعدنا مرة أخرى في غوما، وكذلك أجزاء أخرى من مقاطعة شمال كيفو، وهذه الأفعال تؤججها تصريحات وتهديدات معادية من قبل أفراد وجماعات ضد الأمم المتحدة، لاسيّما على وسائل التواصل الاجتماعي”. وأضاف أن المجموعات “الغوغائية” ترشق الحجارة وتلقي القنابل الحارقة، وتقتحم القواعد وتنهب وتخرّب وتضرم النيران في المنشآت. وقال: “الوضع متقلب للغاية، ويتم حشد التعزيزات. قوات الردّ السريع لدينا في حالة تأهب قصوى ونصحت بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، واستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين وإطلاق طلقات تحذيرية فقط عندما يتعرض أفراد الأمم المتحدة أو ممتلكاتها للهجوم”. وأضاف أنه يتم تلقي بعض المساعدة لحماية المرافق من قبل القوات المسلحة الكونغولية.

وردّا على أسئلة الصحفيين بشأن تقارير تتعلق بوجود ضحايا مدنيين، قال حق “إننا على دراية بمثل هذه التقارير، ولكن يجب متابعتها والتحقق منها، وبالطبع سنقوم أيضا بمتابعة أي تحقيقات تقوم بها السلطات الوطنية بهذا الصدد”. وسئُل حق عن الوضع الراهن، وما إذا كانت الغوغاء لا تزال تلاحق الشخصيات الأممية والمرافق الأممية؟ قال فرحان حق “إننا نحاول تهدئة الأمور، بما في ذلك من خلال إطلاق قوات الرد السريع، ولكن حتى الآن، ليس لدي تأكيدات بشأن انتهاء هذه الأنشطة”.

وأجاب فرحان عن سؤال يتمحور حول بعض التقارير التي تفيد بأن شهودا رأوا حفظة سلام أممين يطلقون النار ويقتلون متظاهرين، وقال”ليس بإمكاني (تأكيد) ذلك، من الواضح أن كل شيء سيتم تأكيده، أود أن أشير إلى أن أحد العوامل المتعلقة ببداية هذا العنف، هو وجود حملة منذ أيام من المعلومات الخاطئة والمعلومات المغلوطة تدور ضد الأمم المتحدة، ولذا فإن ثمّة أمورا نعلم أنها زائفة ومنتشرة، ونبذل كل ما في وسعنا للتوصل إلى الحقيقة بهذا الشأن، من الواضح أنه إذا كان هناك أي مسؤولية تقع على عاتق القوات الأممية إزاء أي إصابة أو وفاة فسنتابع الأمر.

وردّا على سؤال آخر بشأن قواعد الاشتباك، قال فرحان حق: “بحسب ما أعلم، وُجّهت تعليمات إلى جميع حفظة السلام بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وأعتقد أنه كما تم الإبلاغ يوم أمس عندما كانت هناك حوادث مماثلة في قواعدنا، استطاعت القوات استخدام الغاز المسيل للدموع وإطلاق النار في الهواء، ولكن بلا شك الوضع على الأرض تغيّر، مع اختراق بعض من تلك المجمعات”.
ويشارك 923 من القوات المسلحة الملكية ضمن صفوف البعثة الأممية في الكونغو إلى جانب 11 ألفا و461 عنصرا من باكستان والهند وبانغلادش وإندونيسيا
وجنوب إفريقيا وتانزانيا وأوروغواي وملاوي.
وأكد المتحدث باسم الحكومة باتريك مويايا، في مؤتمر صحافي مشترك مع المسؤول الثاني في “مونوسكو” في كينشاسا، عاصمة الكونغو، أن حصيلة الاضطرابات الأخيرة 15 قتيلا و61 مصابا، مضيفا أن العنف “غير مبرر بأي حال من الأحوال”، مشيرا إلى فتح “تحقيق مشترك”.
وكانت الحكومة الكونغولية قد دانت أيضًا “أي شكل من أشكال الاعتداء على موظفي الأمم المتحدة ومنشآتها”، بحسب مويايا، واعدة “بمحاكمة المسؤولين ومعاقبتهم بشدة”.
وتضمّ “مونوسكو”، التي كانت تُعرف ببعثة الأمم المتحدة في الكونغو قبل 2010، أكثر من 14 ألف عضو في قوات حفظ السلام. وهي تعمل في جمهورية 
الكونغو الديموقراطية منذ العام 1999. وهي واحدة من أكبر وأكثر بعثات الأمم المتحدة كلفة في العالم بميزانية سنوية تبلغ مليار دولار. وفي المؤتمر الصحافي المشترك شدّد القائم بأعمال رئيس بعثة مونوسكو قاسم دياني على أن البعثة تأمل أن يعم الاستقرار شرق الكونغو الديموقراطية.

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش الثلاثاء الماضي، عن أحر تعازيه للمغرب على إثر مقتل جندي تابع لتجريدة القوات المسلحة الملكية المنتشرة في الكونغو ضمن بعثة تحقيق الاستقرار الأممية (مونوسكو).

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button