أخبارجهات المملكة

باحثون يدقون ناقوس الخطر حول الوضع البيئي لمصب ملوية

نظم التجمع البيئي لشمال المغرب مع شركائه ندوة موسومة ب” استعادة النظم البيئية للموقع البيولوجي لمصب ملوية ”  تخليدا لليوم العالمي للبيئة نهاية الأسبوع، بتافوغالت، إقليم بركان، لتسليط الضوء على ما يعرفه هذا الموقع البيولوجي من تأثيرات ناجمة عن الجفاف والإهمال، ما قد يعرض المنطقة إلى أزمة بيئية حقيقية،  يكون لها تأثير كبير على الساكنة، كما على المجال الفلاحي.

ويشير”محمد عبا ” في نفس السياق، أن موضوع الموقع البيولوجي لمصب مولوية، يكتسي أهمية بالغة بتزامنه مع ندرة المياه وقلة التساقطات خلال هذه السنة الجافة وتدهور الأوضاع البيئية بالموقع البيولوجي لمصب ملوية. في الشهور الأخيرة، عجز الجريان المائي لواد ملوية عن الوصول إلى المصب نظرا لنقص الواردات المائية. كان كل هذا له تأثير على الفرشة المائية، وعلى الفلاحة على ضفاف ملوية، وعلى الموقع ذي الأهمية البيولوجية والإيكولوجية لملوية.

ويضيف قائلا: ” هذه الظاهرة يمكن تفسيرها بالجفاف المستفحل منذ السنة الماضية والاستغلال المفرط للمياه على طول الوادي (بين سد مشرع حمادي والمصب)، ما أدى انخفاض منسوب ملوية المائي إلى تسرب مياه البحر عبر المجرى (ارتفاع نسبة الملوحة). وكان عرف الموقع البيولوجي لمصب ملوية خلال العشرين سنة الماضية تدهورا خطيرا في منظوماته البيئية نتيجة للتدخل البشري عبر مشاريع البنيات التحتية أو مشاريع سياحية أو فلاحية.

 وتحدث “أوسامة بوقريعي ممثلا لإدارة المياه والغابات ومحاربة التصحر مستعرضا المجهودات المبذولة من طرف إدارة المياه والغابات للرفع من مستوى حماية الموقع البيولوجي لمصب ملوية الى مستوى المنتزهات الوطنية، و كذا عن المشاريع المزمع انجازها من طرف إدارة المياه والغابات ومنها استعادة منظومة العرعار الأحمر.

وتطرق” محمد بنعطا” إلى أهمية الموقع البيولوجي لمصب ملوية من ناحية التنوع البيولوجي ودوره في حماية الطيور المهاجرة أو المعششة والأسماك وأنواع النباتات والأحياء والعوامل التي أدت الى تدهورها وضرورة استعادة النظم البيئية التي هي على وشك الضياع.

وأوصى المشاركون في هذه الندوة بالقيام بدراسة علمية هيدرولوجية وبيولوجية لتقييم الصبيب الإيكولوجي بالنسبة لواد ملوية على غرار الوديان الأخرى مثل واد سبو؛ وإعادة استعمال المياه المعالجة في محطة السعيدية ورأس الماء وزايو للأغراض الفلاحية أو المساحات الخضراء أو الطبيعة لتخفيف الضغط على الموارد المائية لواد ملوية؛ ثم رفع قانون حماية الموقع الإيكولوجي لمصب ملوية إلى مستوى منتزه وطني طبقا للقانون رقم 50 22 للمحميات ومراسيمه التطبيقية؛وأيضا وضع مخطط التسيير للموقع الإيكولوجي لمصب ملوية في أقرب اللآجال؛ وإصدار النصوص التطبيقية للمواد 20 و66 و60 من قانون الماء؛ وتخفيف الضخ على مستوى محطتي الضخ موالي علي أولاد استوت والمحطات الأخرى للخواص وعدم إنشاء محطات ضخ جديدة؛ مع محاربة استعمال المياه الغير قانونية والغير المرخص لها مع وضع العدادات لمعرفة المياه التي تضخ من واد ملوية أو الآبار، وإعادة النظر في مخطط الماء للسقي والماء الصالح للشرب (2525-2520)، وخاصة مشروع بناء سد مشرع الصفصاف وسدود أخرى على واد ملوية .

وأكد المشاركون أيضا على الأخذ بعين الاعتبار التنوع البيولوجي كطرف في استعمال المياه؛ ومراجعة حدود الموقع البيولوجي لمصب ملوية لدمج عين شباك وعين زبدة والجزء الكامل من وادي ملوية حتى سد مشرع حمادي الذي يحتوي على الإنبعاث الذي يغذي الصبيب البيئي لـلموقع البيولوجي لمصب ملوية والعديد من مناطق تفريخ الأسماك بما في ذلك الشابل على وجه الخصوص، وتنقية قناة عين الزبدة وعين الشباك بانتظام؛ مع اقتصاد مياه الأمطار التي تلتقطها قناة حماية مدينة السعيدية من الفيضانات لصالح الفرشة المائية لمصب ملوية والموقع البيولوجي.

وأوصى الباحثون بمنع الزحف العمراني على حساب المنطقة الرطبة لمصب ملوية والتصدي للبناء العشوائي في الموقع؛ مع إنجاز منشآت هيدروليكية أو عتبات لمنع صعود مياه البحر المالحة في مصب ملوية مع مراعاة حركة مرور الأسماك من السافلة إلى العالية ومن العالية إلى السافلة؛ ومراقبة الصرف من محطات معالجة مياه الصرف الصحي والوحدات الصناعية لتجنب تلويث مياه ملوية ؛ وحماية ما تبقى من شجر العرعار الأحمر واستعادة غرسه من جديد؛ واستعادة النظم البيئية لمستنقعات المنطقة كمستنقع الشراربة والامتناع عن الصيد والقنص السياحي بهدف الترفيه عن النفس فقط داخل المناطق المحمية كما هو الحال في الموقع البيولوجي والإيكولوجي لبني زناسن؛ وتفعيل الديمقراطية التشاركية طبقا لفصول الدستور والقوانين الجاري بها العمل واعتبار الجمعيات المدنية كشريك فعلي في التنمية المستدامة واحترام الحق في المعلومة؛ ثم تبني الفالحة البيولوجية التي ترتكز على مبدأ الإستدامة للموارد الطبيعية بدل الفلاحة المعتمدة حاليا بالموقع البيولوجي؛ والقيام بجرد لمختلف مكونات الحمولة البيئية للموقع البيولوجي والإيكولوجي لبني زناسن قصد وتتبع حالتها وحمايتها؛ مع تقييم وتقويم السياسة الفلاحية خاصة ما يهم بعض المخططات كمخطط المغرب الأخضر؛ ومنع استغلال شواطئ المحمية كمواقف للسيارات.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button