أخبارإفريقيا

إفريقيا.. ثورات وفقر ونمو ديمغرافي سريع

قبل أيام قليلة، بلغ عدد سكان كوكب الأرض، حوالي ثمانية ملايير نسمة، لكن المفاجأة هي استحواذ بعض الدول الإفريقية على حصة الأسد من الزيادات المسجلة في عدد السكان حسب تقرير صندوق الأمم المتحدة للسكان نشر الثلاثاء الماضي.

التقرير الذي أشار إلى أن النسبة الأكبر للزيادة عالميا، سجلت بدول إفريقية، جاءت في الصدارة، كنيجيريا ومصر وإثيوبيا وتنزانيا والكونغو الديمقراطية إلى جانب الصين والهند البلدين الآسيويين طبعا. هذه الزيادات تأتي في وقت تعيش فيه القارة الإفريقية على صفيح اقتصادي ساخن في ظل التغيرات المناخية وكذا تقلبات السوق الطاقية العالمية وإمدادات التغذية، وكذا الأجواء الغير المستقرة سياسيا في الكثير من البلدان الإفريقية.

ندرة المياه، جحيم الأسر الإفريقية

أضف إلى ذلك مشاكل الجفاف وندرة المياه، والنقص الكبير في الأغذية، مما يعرض العديد من العائلات للجوع والعطش، إن لم تكن هناك حروب ونزاعات مسلحة وتهجير. المشاكل المتراكمة في الأرياف الإفريقية أدت إلى زحف كبير للقرويين نحو الحاضرة، حيث اكتظت المدن الإفريقية الكبيرة بملايين الناس، في ظروف اقتصادية واجتماعية وسكنية تنذر بالكثير من المشاكل والظواهر الاجتماعية مستقبلا.

الشيء الذي ينعكس على الصحة والتعليم وجودة العيش بصفة عامة، حيث تقل جودة الخدمات أو نذرتها أحيانا.

تكافح العديد من الأسر الإفريقية، للعثور على مساكن لائقة وبأقل التكاليف، كما يشكل التعليم والتطبيب الهاجس الأول في العديد من البلاد الإفريقية. كما تعاني أيضا الكثير من الأسر من انعدام الأمن الغذائي، وتعتبر القارة السمراء الأكثر معاناة من انعدام الأمن الغذائي في العالم.

اكتظت المدن الاقتصادية الكبيرة الإفريقية بملايين السكان، حيث ستشهد ارتفاعا كبيرا في العقود القادمة، أن لم تتخذ الدول إجراءات كبيرة للحد من الهجرة القروية وتحديد النسل أيضا. مما يشكل ضغوطًا إضافية على الموارد الطبيعية بفعل السياسات المتبعة التي تهدف إلى الحد من الهشاشة.
كما يساهم وبشكل سلبي، النمو السكاني في الدول الأفريقية، حيث يزيد من نسبة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، الأمر الذي يجعل من المحتمل أن تعاني هذه الدول بشكل كبير من آثار تغيرات المناخ.

الزيادة السكانية سيكون لها تأثير كبير على الحياة العامة عموما، في ظل مخاطر التغيرات المناخية التي تعصف بالكوكب، واتساع رقعة موجة الجفاف في بلدان شرق إفريقيا وندرة الأمطار في العديد من المناطق، التأثيرات التي ستطال مباشرة الملايين من سكان القارة وتؤدي إلى نقص كبير في الغذاء ومياه الشرب، في قارة غنية بالثروات المعدنية والطاقية، لكن تعيش الكثير من الفوضى وسوء التسيير والاستغلال الغربي والخارجي.

إلا أن التغيرات المناخية ناتجة أيضا عن عوامل بشرية كالتعامل غير الرشيد مع البيئة وزيادة تراكم غاز ثاني أوكسيد الكربون في الجو، مما يرفع من درجة حرارة الأرض، ويخل بالتوازن الطبيعي والبيئي.
إن الزيادة العالية في الولادات، ستجعل الناس أمام صعوبات كبيرة مستقبلا، والدول أمام تحديات توفير الخدمات الصحية والتعليمية، وتوفير الأمن الغذائي، ستصبح مشاكل أكثر إلحاحًا. هذه الزيادات تعود في مجملها إلى ممارسات ثقافية الكامنة في البيئة الاجتماعية الإفريقية التي تعطي قيمة كبيرة لكثرة عدد أفراد الأسرة.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button