أخبارمال و أعمال

مشروع ضخم وعملاق للربط الكهربائي بين المغرب وبريطانيا

أضحى المغرب قبلة للإستثمارات الأجنبية والمحلية في مجال الطاقات المتجددة خاصة الشمسية والريحية، ومكنت القوانين والإصلاحات التي باشرها من تحفيز الإستثمار على مستوى مختلف المناطق، خاصة الجنوب المتميز بجاذبيته للإستثمار الوطني والدولي في مجال تطوير مشاريع الطاقات المتجددة، نظرا للإمكانات الهائلة التي يتوفر عليه في هذا المجال.
وصرحت رئيسة مجلس جهة كلميم واد نون مباركة بوعيدة، أن مشروع الربط الكهربائي بين المغرب وبريطانيا يعد أضخم مشروع سيتم تنفيذه بالجهة التي ترأسها، مما سيمكن من ربط إفريقيا بأوروبا، عبر ربط المغرب ببريطانيا بكابلات تحت البحر تمتد على مسافة تتجاوز ثلاثة آلاف كلم، واصفة المشروع بأنه “عالمي ونموذجي”.
وأكدت بوعيدة على المستوى التقني، أن المشروع بلغ مستويات متقدمة، وينتظر أن تبدأ الأشغال ميدانيا بعد التوقيع على الإتفاقيات المتعلقة به، لافتة إلى أن مجلس جهة كلميم واد نون يشجع المشروع ويدعمه ليخرج إلى الوجود في أقرب وقت.

وسيتجاوز هذا المشروع الميزانية المخصصة له 25 مليار دولار “لن يمكن فقط من الربط بين البلدين، ولكن (يمكن أيضا) من خلق أرضية للتشغيل وخلق دينامية جديدة بالجهة”، مضيفة  “نحن في الجهة نشجع على تخصيص عقار واف لمثل هذه المشاريع الكبرى، لأنها ستعود بالنفع على المنطقة من حيث التشغيل والنمو الاقتصادي، وجلب استثمارات كبرى وجديدة ومكملة”، وتابعت أنه تم تحديد المناطق التي سيتم إنجاز هذا المشروع فيها وهي منطقة المحبس بإقليم آسا الزاك، ومنطقتا الشبيكة ولمسيد بإقليم طانطان.
وتبحث بريطانيا عن بدائل نظيفة لتوفير الكهرباء لمنازل الملايين من المواطنين، في مواجهة أزمة الطاقة التي تعصف بالدول الأوروبية.
وتعول بريطانيا على مشروع الربط الكهربائي بين المغرب وبريطانيا وهو واحد من المشاريع الضخمة والعملاقة،
للتزود بطاقة نظيفة عبر كابلات بحرية هي الأطول في العالم، والتي تمتد من محطات لإنتاج الطاقات الشمسية والريحية بالمغرب من منطقة كلميم واد نون نحو السواحل البريطانية.


للتخلص من كل مصادر الطاقة التي تعتمد على الكربون لإنتاج الكهرباء بنسبة مائة بالمائة بحلول عام 2035، والإعتماد بشكل كامل على الطاقات المتجددة في إنتاج الطاقة بحلول عام 2050، وضعت الحكومة بريطانيا خطة لذلك. مما منح حقل كلميم واد نون، للطاقات الريحية والشمسية أهمية قصوى بالنسبة لبريطانيا، لما سيوفره من مصدر طاقة مهم للملايين من بيوت المملكة المتحدة، إلى جانب فرص عمل طوال مدة تشييده.
ويشيد مصنع ضخم في مدينة “هانترستون” الساحلية في أسكتلندا، لاستيعاب 900 عامل مهمتهم تصنيع الحبال الكهربائية عالية التوتر -المعروفة تقنيا باسم “إتش في دي سي” (HVDC)- القادرة على نقل الطاقة القادمة من المغرب إلى منازل البريطانيين. وسيتم ربط أطول خط كهرباء في العالم بطول 3800 كلم من السواحل الجنوبية لبريطانيا، وصولا إلى السواحل الجنوبية للمغرب.
وسيوفر هذا المشروع الكهرباء لحوالي ثمانية ملايين منزل في بريطانيا، ويؤمن حوالي 8 بالمائة من حاجياتها من الكهرباء، على أن تصل قدرته الإنتاجية إلى 10.5 غيغاوات بحلول عام 2030. 
وأعلن مؤخرا وزير الدفاع البريطاني بن والاس، أن بلاده ستقتني مركبتين عسكريتين جديدتين مهمتهما حماية هذه الحبال الكهربائية من أي هجوم قد يطولها نظرا لأهمية هذا الحبل الذي سيربط المغرب ببريطانيا.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button