أخبارفي الصميم

زيغ حاكم تونس “نيرون قرطاج”

بقلم: الدكتور رزوقي محمد.

تابع  المغرب ملكا وحكومة وشعبا باستغراب كبير واستنكار شديد، التصرف الأرعن الذي أقدم عليه امبراطور تونس “السعيد”!!!، فإذا كان قيس بن الملوًح مغرما بليلى، فإن قيس تونس مغرم بالمرادية التي قبًلته وقطعت شفتاه من شدة الإعجاب.  مرادية دفعته لاستقبال زعيم وهمي  لكيان وهمي، وحرضته لدعوته بقرار انفرادي قصد المشاركة في منتدى التعاون الياباني الإفريقي (تيكاد) المنظم في بلاد قرطاج.

إن هذا التحول الخطير في السياسة الخارجية لتونس، يعدً  انقلابا غير مسبوق  في موقف بلد شقيق، ضد بلادنا ووحدتها الترابية ومصالحها العليا، وإن الطريقة التي استقبل بها زعيم الكيان الوهمي يعتبر سلوكا استفزازيا يخدش مشاعر المغاربة قاطبة. ويعتبر دوسا على ما يجمع بلدينا  وشعبينا من قيم وروابط وأواصر لن ينساها التاريخ.

كما يعتبر انزلاقا خطيرا  في موقف دولة نتقاسم وإياها تاريخا مشتركا وماضيا نضاليا موحدا ضد المستعمر،  ورغبة جامحة من أجل توحيد المغرب الكبير، الذي تشكل بإرادة سياسية من قادة الشعوب الخمسة المكوًنة للاتحاد، وإذا كان زعيم تونس الجديد أراد ان يشكل نشازا، فإننا نذكره بأن كثيرا من -الحاقدين على بلادنا، الحاسدين لشعبنا في ما يتمتع به من نعم الأمن والاستقرار والرقي والازدهار- قبله اصطفوا إلى جانب الهشاشة والرذيلة ضدا على وحدتنا الترابية، وكان مصيرهم مزبلة التاريخ. وللعبرة نسرد عليه بعضا منهم عله يعتبر، فقد مات القدافي مذموما، ومات بومدين مسموما ومقبورا، ومات  المراكشي مسعورا، وهلك فيديل كاسترو معزولا، ومات القايد صالح منبوذا، ومات بوتفليقة مشلولا، ولم يغيروا من حقيقة مغربية الصحراء شيئا. وقد يموت الرئيس التونسي الجديد ومعه “تُبًَانُ” المرادية  متسكعا في أزقة قرطاج، أوفي حي باب الواد بمحاداة  مواخير العهر المرادي. دون أن يستطيع تغيير الحقيقة الساطعة وهي مغربية الصحراء.  ولا أن ينال من مصداقية وواقعية مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب وحظيت بمباركة ودعم المجتمع الدولي.

إن ما أقدم عليه حاكم تونس الجديد، وهو أستاذ جامعي وباحث أكاديمي تفترض فيه النزاهة والحياد والعمل بقواعد البحث العلمي قبل قواعد الدبلوماسية المعروفة، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك  اصطفافه إلى جانب داعمي الميولات الانفصالية، وانحيازه إلى جانب الحركات الإرهابية المتطرفة التي وجدت في مناطق النزاع ملاذا آمنا لها. إن سلوكا كهذا يقذف بالمنطقة نحو المجهول ويفرق شعوب المنطقة أكثر مما يوحدها.

إن من شان هذا السلوك العدائي الصارخ أن يحدث شرخا عميقا في العلاقات بين البلدين لم يشهد له التاريخ مثيلا، وكسر حلم شعوب المنطقة التواقة إلى الوحدة والتعاون.

فما كان لقمة ولا لتجمع افريقي أن ينجح في غياب واحدة من دوله الأساس. وهذا ما استشعره الرئيس السنغالي ماكي سال مشكورا وصرًح به في وجه الجميع حين أعرب عن أسفه عن غياب المغرب عن مؤتمر طوكيو الدولي الثامن حول التنمية الإفريقية (تيكاد) ، حيث، قال السيد سال في افتتاح هذا المؤتمر “تأسف السنغال لأن اجتماع تيكاد هذا تميز بغياب المغرب، العضو البارز في الاتحاد الأفريقي”.

وأعرب عن أمله في ان تجد هذه المشكلة “حلا دائما في المستقبل”. كما انسحب رئيسا غينيا بيساو وجزر القمر رفضا منهما لتواجد الورم الخبيث (البوليزاريو) ضمن المؤتمرين.

وهنا نجدد القول لسعيد: “ما هاكذا كانت بلاد ابن عاشور والشابي وبورقيبة يا قيس”, وصدق عليه قول القائل ” أور دايتادجا وافا غاس إغد” ومعناها، “لا تدع النار خلفها إلا الرماد”. فما أنت يا سعيًد إلا رماد تركته نيران شعب تونسي أبي، نيران  أحرقت من سوًلت له نفسه المساس بتونس الحضارة.  فلن يذكرك التاريخ بخير  يا قيسا لا يعرف القياس. ويا سعيًدا لا يعرف للسعادة معنى.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button