أخبارثقافة و فن

من طرف الشباب

شعر: منير الدايري

من طرفِ الشباب
تنهضُ البلادُ كأنها
تستعيد أنفاسَها من كتبٍ قديمة.

يمشون،
وفي خطواتهم
أصداءُ قوافلٍ عبرت الفيافي
لتقول:
هنا وُلد الحقُّ
هنا مشى الأجدادُ حفاةً
ليزرعوا قمحَ النهار.

يحملون في صدورهم
رائحةَ الأندلس البعيدة،
وشَمسَ وادي الرافدين،
وصرخةَ مراكش
حين تكسّرت أبوابُ الطغاة.

يقولون:
نحنُ الامتدادُ
لصرخةِ فلاحٍ في قرطبة،
ولقصيدةِ عاملٍ في فاس،
ولدمعةِ أمٍّ
أودعت ابنها بين يدي التاريخ.

يهتفون:
لا وطنَ
يكتملُ دون يدٍ
تكتبُ على الجدران:
الكرامةُ حقٌّ،
والحريةُ خبزٌ يوميّ.

كلُّ هتافٍ
يرتدُّ إلى الماضي
ليوقظَ حصونًا منسية،
وكلُّ عينٍ
تفتحُ للغدِ
بابًا لا يصدأ.

من طرف الشباب
يتعلّم الحاضرُ
أن الأرضَ
لا تشيخ
ما دام في عروقها
دمٌ يذكّرها
أنها خُلِقَت لتُقاوِم.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button