الفاشر تختنق من الحصار والتحرير مطلب إنساني!!

عثمان الطاهر/ السودان
خلال الأسبوع المنصرم تلقي الزملاء الصحفيين دعوة لحضور جلسة نقاش مع ممثلي برنامج الغذاء العالمي لم أتمكن من حضورها نظراً لعدم تضمين أسمي مبكراً بقائمة الحاضرين ضمن الاعراف الاعتيادية لهكذا مناسبات، لم اكتفي بذلك حاولت التواصل مجدداً لكن محاولاتي ذهبت أدراج الرياح، لكن ما أشعرني بالارتياح هو ان الخطوة جيدة وموفقة من قبل برنامج الغذاء العالمي حتي إذا كانت بابتدار نقاش علني ومفتوح، وهذا يعني أطفال الفاشر لن يناموا جياع بعد اليوم وأن النساء سيجدن ما يخفف عنهن من ألم المخاض.
وبحسب مانقل الزملاء فأن مسؤولة التواصل الاجتماعي أقرت بصعوبة الحصول على الموافقة الأمنية من الأطراف ووصفت الدعم السريع بالمتعنت، أزعجني كثيراً حديثها بالتزامن مع ما تحمله الاخبار من فظائع مأساوية ربما لن يتمكن الإعلام من رصدها وهو ضرب من ضروب المستحيل من جوع وقتل وإغتصاب، تساءلت في نفسي اذا كان هذا حديث مسؤولة برنامج الغذاء العالمي وهي تقر بفشل مساعيها في إدخال مساعدات إنسانية لاهالي الفاشر الذين تنتاشهم سهام الجوع والمرض من كل حدب وصوب إذا كيف يكون الحال لدي المنظمات المحلية التي تحاول وتبذل قصاري جهدها من أجل توفير الغذاء والدواء للمواطنين.
صعوبات ومعيقات كثيرة تمنع وصول الإغاثات للمواطنين أبرزها الطوق الأمني المضروب على كل الاقليم، قبل أيام نقلت إلينا دكتورة شذي فرح وهي من الوجوه الشابة التي تعمل بعيداً عن ضجيج الإعلام طوال سنوات الحرب بمعية عدد من رفاقها بالخارج من أجل تقديم خدمات للمتضررين من الحرب، ونقلت إلينا بنبره يملؤها الحزن والأسي أوضاع أقل ما يوصف بانها كارثية حيث ذكرت في حديثها بأن الوضع بالفاشر قد وصل مرحلة المفاضلة مابين إعطاء الأطفال( الأمباز او البليلة) لك ان تتخيل عزيزي القارئ أطفال الفاشر يتناولون الأمباز وهم يحاولون سد رمقهم من الجوع في وقت يمكن ان يمتد فيه الحصار إلى أجل غير معلوم وهو ما لا نتمناه، شذي في تصريحها ناشدت بضرورة فك حصار الفاشر واعتبرته أمر إنساني وليس عسكري مما يعني لا مجال للتعنت والمداهنة وفك الحصار اليوم يعني انقاذ حياة الآلاف من المغلوب على أمرهم.
كما أشتكت من صعوبات تتعلق بدخول المساعدات عبر المنافذ الرسمية كالميناء بسبب المبالغ الجمركية الهائلة للمساعدات التي ستقدم بالأصل للسودانيين، وطالبت بتسهيل دخول المساعدات من أجل الشروع في التوزيع للمستحقين، ولعل لكل يتفهم طبيعة الوضع الأمني وان هذه حرب وليس نزاهة حتي لانكون متطلعين ومحدوي النظر، ولكن ذلك لاينفي دور الحكومة التي يجب ان تشمر ساعديها وتعمل على تذليل الصعاب أمام أي احتياجات تتعلق بمساعدة المواطنين، ونتمني ان يتنفس أهالي الفاشر الصعداء في وقت قريب وتنساب إليهم المساعدات الإنسانية من كل مكان من أجل الأطفال والنساء وكل من صمد في وجه هذه المأساة التاريخية والغير مسبوقة لشعب عاني من ويلات حرب ارهقته وفطرت فؤاده، ودعونا اختم بقول ما خطته دكتورة شذي ونردد( لبيك فاشرنا) بدافع الإنسانية والوفاء لاهل العطاء.



