مراحيض جماعة فاس: أزمة صحية وإدارية تُثير حفيظة الجميع

تتردّد عبر أروقة جماعة فاس حكايات يومية عن مراحيض عمومية في حالة مزرية، تعكس إخلالًا بتوفير أبسط شروط الراحة والأمن للمرتفقين. الجلسات الرسمية صارت منابر للهمّ، إذ لم يعد الحديث عن هذه المراحيض استثناءً، بل أضحى عنوان أزمة تستعصي على الحل.
– “بؤرة” تُحرج العمدة والدولة
في دورة أكتوبر 2024، رفع بعض مستشاري الجماعة المسؤولين إلى منبر الانتقاد، مستعيدين واقعية اليوميّة في أماكن مهملة:
الحالة غير الصحية تجعل الولوج إليها أمراً مقزّزا.
صحف محلية وصفّت هذه المواقع بأنها “بؤر” تتحدّى سمعة الإدارة المحلية، فكيف لجماعة تفتقر إلى نظافة مراحيضها أن تُعول عليها في الحفاظ على نظافة شوارع المدينة؟
– مراحيض نادرة والزوار منزعجون
غياب إنارة وافتقاد نظافة يعمّ المدينة، خصوصًا في قلبها العتيق وعند مداخل مقاطعاتها، يُجبر الزوار والسائحين على البحث عن “مكان بديل”، في غياب مراحيض عمومية في الشوارع المعفنة والازقة المظلمة.
– المسؤولون يغضّون البصر
في حين يرتفع صوت المستشارين، يبقى العمدة عبد السلام البقالي “بلع لسانه”، كما عبّر بعض المراقبين، دون معالجة واضحة أو إجراء إصلاح توجد له انعكاسات آنية .
– مخاطر إدارية وصحية
الظلام يهدّد السلامة: غياب الإنارة يجعل المرتفقين عرضة للتعثّر أو التعرض لحوادث داخل مراحيض الجماعة، خاصة النساء والمرضى.
خطر صحي مباشر: الإهمال والنظافة المتدنية يخلقان بيئة خصبة للعدوى، خصوصًا وأن الجهة تتحمل مسؤولية الصحة العامة.
انتكاس صورة المدينة: فاس، الملقبة بـ”العاصمة العلمية”، تواجه إحراجًا كبيرًا أمام أنظار السياح والزوار، بغض النظر عن جمال معالمها التراثية.
أزمة مراحيض جماعة فاس ليست مجرد ملف بسيط يُضاف إلى سجل تقاعس الخدمات، بل هي انعكاس لفجوة بين الواقع المعيشي ورداءة الإدارة المحلية. كما أنّها رسالة واضحة بأن توفير أبسط الخدمات ليس رفاهية، بل أولوية تحقق الكرامة والعدالة في الحياة اليومية. فهل تستفيد الجماعة من هذا المنعطف لتحويل الإهمال إلى إصلاح ملموس؟



