صرخة من جيل xإلى جيل z ( المخربين منهم و المتظاهرين السلميين )

كي يسير الكون لابد له من رب ، و الرب كي يوصل الرسالة الكونية لابد له رسل و انبياء ،

و الأسرة لابد لها من ولي ،الاصل فيه الزوج و أحيانا كثيرة الزوجة ،
لا تنطلق سفينة الا ولها قائد ،
و لا تخاض حرب الا وللمعارك قيادة ،
لا يدخل فريق الى رقعة الملعب الا وعين له عميدا رغم وجود المدرب ،
القيادة هي أسلوب تدبير يتداخل فيه القانون العام مع لمسة الفرد الشخصية ،
فهل فعلا شباب z، ليست لهم قيادة ؟
فلماذا منصتهم لها admin ؟
لماذا لا يكونون جميعهم des admins ؟
وبعقلية اللاقيادة المزعومة ، اصبح مطلب إقالة الحكومة طرحا بلا بدائل ، ومطلبا بلا رؤية شاملة .
الحكومة بها وزير الخارجية الذي يباشر هذا الشهر مداولات الجمعية العامة للأمم المتحدة حول ملف وحدتنا الترابية ، فهل نقيله و يبقى مقعده فارغا حتى نحقق الصحة و التعليم ؟
هل تقال الحكومة و فيها وزير الداخلية ،و نترك الشارع للمجهول في إنتظار أن نعيد الإنتخابات و تشكيل البرلمان و تعيين حكومة جديدة ؟فمن سيشرف على هذه الإنتخابات ؟
تأسيس الاحزاب من حقوق الشعوب و ليس إمتيازا ، فكيف تطلب من الدولة ان تحل حزبا بحجة أنه فاسد ؟
اين هي مظاهر هذا الفساد الذي تدعون؟ وفيما يمسكم ؟!!!
الاحزاب اطارات. مدنية تمثل مواطنين ، و انتم لا دخل لكم في الموضوع ،ومن يريد طرد هذه القيادات فعليه ان يتنظم في اطارات سياسية تطرح نفسها كبديل في الساحة .
منذ دستور 1992 ، و الملكية تتجاوب مع مطالب الفاعلين بتقليص اختصاصات الملك و الفصل بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية ،
فكيف لهذا الجيل ان يطالب بتدخل ملكي خارج اختصاصاته الدستورية ،ليعيدنا الى ما قبل 1992 ؟!!!!
نحن قرابة أربعين مليون مواطن مغربي ، فهل بضعة آلاف من الشباب ،او حتى عشرات المخربين سيجعلوننا نصمت او نهلل لهذه المطالب التي لا علاقة لها بتدبير الأزمات ولا بتسيير المؤسسات ولا قيادة الشعوب و حكم البلدان .
الا ترون معي ان الحركة تضفي على نفسها القدسية و كأن المخربين ينتسبون الينا ولا ينتسبون إلى جيلهم ؟
أليسوا من نفس سنكم ؟
ليس هناك جيل نقي ،ولا هناك أشخاص طاهرين ، كل جيل له عيوبه و فيه الصالح و الطالح.
تريدون من سفينتنا ان تبحر بلا قائد ميداني ،و تريدون من مالك السفينة ان يقودها مكان القائد ؟
تريدون للمدرب ان يدخل الى رقعة الملعب ليعطي توجيهاته من داخل البساط الاخضر و إلغاء شارة العميد ؟
تريدون منا في الحروب ان ندخل المعاركة بلا مخططات ولا قيادات ،يكفينا فقط ان نندفع باجسادنا الى ساحة الوغى و صدورنا مفتوحة للرصاص ؟
و يبدو ان كل الأجيال تريد ان تمارس التقية مع هذا الجيل ، و هذه التقية هي التي تجعل الادوار تنقلب ،و بدل ان نكون الآباء الموجهون و المصاحبون، و الوصيون عند الضرورة ، نتحول الى متفرجين ، او مباركين خوفا او توجسا ؟!!!
مشكلتنا اننا لا نقرأ في الدستور سوى المبادئ العامة ،لكننا لا نعير إهتماما لما يخوله لنا القانون لتنزيل تلك المبادئ ،
فقبل الإحتجاج كان من مكاسب دستور 2011 ، الحق في مراقبة الواجهات و التدبير و القوة الإقتراحية ،كل هذا عبر عرائض من المواطنين تخص كل مناحي الحياة ،
لكن يبدو ان لا احد من أبناء هذا الجيل يريد ان يتحمل المسؤولية و يظهر هويته و يتكلم علنا وبوضوح بدل الاختباء خلف الحواسيب او تبني اسم حركة لم تخرج من رحم البلاد ، ففقدت حس الانتماء بمفهومه المؤسساتي و انخرطت في عمل هلامي بلا ضوابط …
المغاربة يقولون عبارة بليغة : ” الرجوع لله ” ،
المخربون عبروا عن نواياهم ،وجاري الرد القانوني عبر المتابعات و التحريات و ضبط المجرمين ، وتقديمهم العدالة.
المتظاهرون رفعوا شعارات لكن يبدو انهم عاجزين عن تقديم فريق للتفاوض حول المطالب ،و لا يريدون او لا يعرفون تحويل شعاراتهم الى مطالب واقعية فيها رؤية و تصور للمستقبل بعيدا عن الشعبوية ،
انا لا يرضيني ما تعيشه بلادي من إختلالات ،
لا ترضيني أحزاب تسلط عليها اشخاص ما إن امسكوا بالكرسي الا و لبتوا فيه غير منفكين ،و ليس من الغريب أن يكون لهم مطبلون و مساندون ،فلم يعد الأمر ممارسة سياسية بل انتماء الى مصالح لتسلق المناصب ،
لا يرضيني إعلام بلادي المتخلف الذي يخاف من البث المباشر ،
و لا يرضيني وزير اوقاف يحول تدريجيا الوزارة الى زاوية نصب نفسه عليها شيخا،
لا يرضيني تمكين قطاعات حيوية من وزارات الى أسماء لا تمت بصلة بالقطاعات ،
لا يرضيني حجم المبالغ التي تهدر في المهرجانات ،
لا يرضيني بناء المنشآت في مختلف المجالات في غياب تصور للعنصر البشري الذي سيسيرها ،
لا ترضيني محاكمنا التي لا تضع سقفا للتداول في القضايا و إصدار الاحكام بدل قضايا تبقى بالمحاكم لاجيال ،
لا ترضيني صورة رجال الدرك في الطرقات وهم يمتصون دماء المسافرين بالخديعة و الإختباء و الظلم ….
الفرق بيني و بينك اني اريد الإصلاح و اشارك في صياغة مقترحات و تصورات لهذا الإصلاح ،
لكني ابدا ـ و غيري من أبناء جيلي ـ لا اركب المجهول و لا اغامر بمستقبل بلادي ،
من لا يستطيع القيادة ، لا يستحق أن يحتج ،
و من لا يريد ان يساهم في البناء و تبقى ايديه نقية لا تمس طوبا و لا تخلط اسمنتا ، لا تحلم ان تسكن في مسكن يشيده غيرها !!!!
إما ان تطرحوا تصورات عملية ، او عودوا إلى منازلكم خلف حواسيبكم ،
فنحن باقي الأجيال لا زلنا على قيد الحياة و لا زال لنا صوت و لا زالت انا في هذا الوطن احلام و امنيات ،
وإذا اردتم حرق البلد فإحرقونا معه ،و لكم الساحة ،وارونا ما انتم فاعلون ،
فهتلر خرج من رحم المظاهرات المطالبة باسقاط الفساد ، و باقي القصة تعرفونها ….
فهل تعتبرون ؟



