Hot eventsأخبارأخبار سريعةالناس و الحياةثقافة و فنغير مصنف

الأدب النبوي في التعامل مع الناس.. مدرسة أخلاق خالدة


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

إن الأخلاق الحسنة من أعظم صفات الكمال التي رفع الله بها قدر نبيه صلى الله عليه وسلم،فشهد له القرآن بذلك: *وإنك لعلى خلق عظيم* “القلم” وكان أنس رضي الله عنه يقول: ما خدمته عشر سنين إلا وجدت منه أعظم الناس خلقا.

وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين حسن العشرة ورقة المعاملة والتحلي بالأدب الرفيع مع الكبير والصغير والقريب والبعيد.وإذا كان بر الوالدين وصلة الرحم والإحسان إلى الزوج والأولاد من أبواب الأدب والخلق،فإن الناس جميعا داخلون في هذا الباب. فالذي يهذب ألفاظه ويؤدب أفعاله يحوز محبة الناس واحترامهم والنبي صلى الله عليه وسلم كان النموذج الأسمى في هذا المجال.

أدب النبي صلى الله عليه وسلم في الاستئذان

كان لا يطرق أبواب الناس مباشرة،بل يقف جانبا ويقول: السلام عليكم، السلام عليكم، فإن أذن له دخل وإلا انصرف. وهذا أرقى صور حفظ الخصوصية واحترام البيوت.

أدبه في المصافحة والمجالسة

كان صلى الله عليه وسلم إذا صافح أحدا لا يسحب يده حتى يكون الآخر هو الذي يسحبها وإذا ناجاه رجل لم يعرض عنه حتى يفرغ من حديثه. وفي مجالسه كان يتعامل مع كل شخص بما يناسب حاله،تواضعا ورحمة بالناس.

أدبه في إجابة الدعوات

إذا دعي للطعام وتبعه غير المدعو استأذن صاحب الدعوة قبل أن يسمح له بالدخول،مع أن مكانته النبوية كانت فوق أن ترد لكنه علم الأمة أن الأدب مقدم على المكانة.

أدبه مع الطعام والهدية

لم يكن صلى الله عليه وسلم يعيب طعاما قط،إن اشتهى أكله وإن لم يشتهه تركه دون نقد. وإذا رد هدية بين السبب حتى لا يظن المهدي أنه مرفوض لشخصه.

أدبه مع الأطفال

كان يعطيهم حقهم حتى في وجود الكبار،كما فعل حين استأذن غلاما صغيرا قبل أن يناول الأشياخ الشراب احتراما لحقه في الدور.

أدبه في تصحيح الأخطاء

كان يعتمد أسلوب التلميح بدل المواجهة الجارحة،فيقول: ما بال أقوام يفعلون كذا ليشعر المخطئ بخطئه دون أن يجرح مشاعره.


الأدب النبوي مع الناس ليس مجرد سلوك اجتماعي،بل هو عبادة وطاعة يؤجر عليها المسلم كما يؤجر على صلاته وزكاته،لقوله صلى الله عليه وسلم: وخالق الناس بخلق حسن.

فالتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم لا يقتصر على العبادات،بل يشمل الأخلاق والآداب وهي طريق محبة الناس ووسيلة لنيل محبة الله.ومن تمسك بآدابه صلى الله عليه وسلم سعد في دنياه وفاز في آخرته مصداقا لقوله تعالى:
*لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا* الأحزاب

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button