Hot eventsأخبارأخبار سريعةالناس و الحياةجهات المملكةمجتمع

المغرب يواجه تحديات المناخ: 2024 “الأشد حرارة” وعجز مطري للسنة السادسة على التوالي

قدمت المديرية العامة للأرصاد الجوية اليوم الجمعة، في الرباط، تقرير “حالة المناخ بالمغرب لسنة 2024″، بحضور وزير التجهيز والماء، نزار بركة. يكشف التقرير عن واقع مناخي مقلق، مؤكداً أن سنة 2024 كانت الأشد حرارة في تاريخ المغرب، مع استمرار الجفاف للسنة السادسة على التوالي.
يُصدر هذا التقرير، للسنة الخامسة على التوالي، تحليلاً معمقاً لتطور المؤشرات المناخية، ويسلط الضوء على الظواهر الجوية القصوى وتأثيراتها السوسيو-اقتصادية البارزة خلال عام 2024.

أكد نزار بركة أن التقرير أصبح مرجعاً علمياً واستراتيجياً، تتابعه الجهات الوطنية والدولية للاستفادة منه في الرصد الاستباقي للمخاطر مثل الفيضانات والجفاف وارتفاع درجات الحرارة. وأشار إلى أهميته في اتخاذ القرارات المتعلقة بالسياسات العمومية والاستراتيجيات القطاعية.

وأضاف بركة أن “التقرير السنوي حول مناخ المغرب ليس مجرد وثيقة بيئية أو تقرير قطاعي، بقدر ما هو آلية استراتيجية موجهة للسياسات الاقتصادية والاجتماعية، وداعمة للتخطيط الترابي المستدام من خلال استشراف مجالات توطين البنيات التحتية والاستثمارات وتوجيه الاستثمارات الخاصة نحو القطاعات المنتجة الذكية والأكثر نجاعة واستدامة.”

وشدد على ضرورة دمج المعلومة المناخية في أدوات اتخاذ القرار، معتبراً التقرير “دعوة إلى الفعل والتحرك” يلزم الجميع بدمج المعلومة المناخية في السياسات والاستثمارات والخيارات المستقبلية. كما أكد على أهمية تعزيز شبكات الرصد المناخية والبحرية، وتطوير منظومات الرصد بالأقمار الصناعية، والتوظيف المتزايد للذكاء الاصطناعي لتحسين النماذج التنبؤية.

– 2024: سنة قياسية في الحرارة والجفاف
قدم المدير العام للأرصاد الجوية، محمد الدخيسي، نتائج التقرير، مشيراً إلى أن سنة 2024 تعد الأشد حرارة على الإطلاق في تاريخ المغرب، حيث بلغ متوسط الانحراف الحراري على الصعيد الوطني +1.49 درجة مئوية مقارنة بالمعدل المناخي المرجعي للفترة 1991-2020. هذا الرقم القياسي يتماشى مع التوجه العالمي المقلق، حيث بلغت درجة الحرارة العالمية 1.55 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة. وأظهرت التحليلات ازدياد الانحرافات الحرارية، خاصة خلال فصلي الخريف والشتاء.

وعلى الرغم من أن صيف 2024 كان أقل حرارة مقارنة بصيف 2023، إلا أنه شهد موجات حر شديدة، منها تسجيل درجات حرارة قصوى بلغت 47.7 درجة مئوية ببني ملال و47.6 درجة بمراكش يوم 23 يوليو.

أما على مستوى التساقطات، سجلت سنة 2024 عجزاً مطرياً وطنياً متوسطاً بلغ 24.8 في المئة، مما يعكس استمرار الجفاف للسنة السادسة على التوالي. ورغم تسجيل أمطار قوية موضعية في بعض المناطق كالأطلس والجنوب الشرقي والجهة الشرقية ومنطقة طاطا، خصوصاً خلال شتنبر، إلا أنها لم تكن كافية لعكس الاتجاه العام. تسببت هذه الأحداث القصوى في فيضانات مفاجئة وخسائر بشرية وإعادة ظهور مؤقت لبحيرة إيريكي بعد نصف قرن من الجفاف.

وتميزت السنة الهيدرولوجية 2023-2024 بكونها الأكثر جفافاً منذ ستينيات القرن الماضي، حيث بلغ العجز المطري 46.6 في المئة، مع ضعف التساقطات الثلجية، وارتفاع درجات الحرارة، وقلة تواتر الأمطار، كلها عوامل ساهمت في تفاقم الجفاف المائي.

تؤكد المديرية العامة للأرصاد الجوية التزامها بتوفير خدمات مناخية موثوقة، ومواكبة القطاعات الأكثر عرضة للمخاطر، والمساهمة في التخطيط الوطني للتعامل مع تداعيات التغير المناخي.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button