دراسة : نصف موظفي الشرق الأوسط يعانون من التوتر ويواجهون تحديات صحية ومالية

كشفت دراسة حديثة عن واقع مقلق حول صحة ورفاهية الموظفين في منطقة الشرق الأوسط، حيث أفاد نصف المشاركين في الاستطلاع بشعورهم بالتوتر في حياتهم اليومية. جاءت هذه النتائج ضمن تقرير “الصحة عند الطلب 2025: مزايا أكثر ذكاءً، قوة عاملة أقوى”، الصادر عن MarshMercer Benefits، والذي يقدم رؤى بالغة الأهمية لأصحاب العمل ومديري المخاطر لاتخاذ قرارات أفضل بشأن مزايا الموظفين.

يُظهر التقرير أن مستويات التوتر في المنطقة مرتفعة بشكل لافت، إذ يشعر 51% من الموظفين بالتوتر في معظم أيام العمل، مما يضع الشرق الأوسط ضمن أعلى خمسة أسواق عالمية تعاني فيها القوى العاملة من هذه المشكلة. هذا التوتر لا يؤثر فقط على الأداء الوظيفي، بل يمتد ليشمل الجوانب الصحية والمالية للموظفين. فقد أفاد 33% من المشاركين بأنهم أرجأوا طلب الرعاية الصحية خلال العامين الماضيين لأسباب مالية، مثل ارتفاع التكاليف أو نقص التغطية التأمينية.

من جهة أخرى، كشفت الدراسة عن مستوى عالٍ من الثقة يضعه الموظفون في أصحاب عملهم لتوفير رعاية صحية في الوقت المناسب، متجاوزين بذلك ثقتهم في البرامج الحكومية أو الخاصة. هذا يشير إلى دور محوري يمكن أن يلعبه أصحاب العمل في دعم صحة موظفيهم.

بالإضافة إلى ذلك، تحمل هذه الدراسة أبعاداً اجتماعية وبيئية هامة. فقد تبين أن 60% من الموظفين يقدمون خمس ساعات أو أكثر من الرعاية أسبوعيًا لأفراد أسرهم أو أصدقائهم، مما يضيف أعباءً إضافية على وقتهم وطاقتهم. كما أن الوعي بتأثير التغير المناخي حاضر بقوة، حيث أشار 82% من الموظفين إلى تأثرهم بظواهر التغير المناخي أو الأحداث الجوية المتطرفة.

اعتمدت الدراسة على استطلاع شمل 1029 موظفًا في المنطقة، بما في ذلك دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وتم جمع بياناتها بين شهري أكتوبر وديسمبر 2024. هذه النتائج تسلط الضوء على حاجة ملحة وملحة لأصحاب العمل لمعالجة قضايا الصحة العقلية والجسدية، وتقديم حلول رعاية صحية ميسورة التكلفة ومتاحة، لضمان بناء قوة عاملة أكثر صحة وإنتاجية وقدرة على الصمود في وجه التحديات المستقبلية.