هذه هي الخلاصات التي أجمع عليها المغاربة وهم يحتفلون بعيد العرش المجيد

بقلم/ ربيع كنفودي
“إننا نطمح إلى أن يسير المغرب في عهدنا قدما على طريق التطور والحداثة، وينغمر في خضم الألفية الثالثة، مسلحا بنظرة تتطلع لآفاق المستقبل في تعايش مع الغير، وتفاهم مع الآخر محافظا على خصوصيته وهويته، دون انكماش على الذات، وفي كنف أصالة متجددة وفي ظل معاصرة ملتزمة بقيمنا المقدسة”.
بهذه الجمل والكلمات فضل جلالة الملك محمد السادس نصره الله أن يخاطب شعبه الوفي في أول خطاب لجلالته بعد اعتلائه عرش أسلافه الميامين سنة 1999.
واليوم ونحن نخلد الذكرى 26 لعيد العرش المجيد، أصبحت هذه الطموحات التي تحدث عنها جلالته مجسدة على أرض الواقع. فقد استطاع المغرب بفضل تبصر الملك محمد السادس، أن يخطو خطوات جبارة على طريق التطور والتقدم، ليصبح ورشا مهما في مجال التنمية.
مرحلة جديدة نستحضر من خلالها الاوراش الكبرى التي أطلقها جلالة الملك منذ تربعه على العرش، في المجال الاقتصادي والاجتماعي، موازاة طبعا مع الإصلاحات السياسية والمؤسساتية، أوراش ومشاريع جعلت من المغرب قوة بامتياز، وساهمت بشكل كبير في ارتقاء المغرب إلى مراتب الدول الديمقراطية.
الذكرى 26 لتربع جلالة الملك على العرش العلوي المجيد، محطة أيضا، تجعلنا نحن ساكنة جهة الشرق عموما، ومدينة وجدة الألفية، نعتز بالرعاية الملكية التي أولاها جلالته لهذه المنطقة، والتي بفضلها خرجت الجهة من العزلة التي كانت تعيشها، حتى أصبحت جهة متميزة. جهة عرفت بدورها حركية في مجالات متعددة ومتنوعة، ويبقى الخطاب التاريخي الذي ألقاه عاهل البلاد بتاريخ 18 مارس 2003، بمثابة نقطة الانطلاقة التي عرفتها جهة الشرق في المجالات الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية، وعلى مستوى البنيات التحتية، الطريق السيار، المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس، كلية الطب والصيدلة، ميناء الناظور، المنطقة الصناعية بوجدة، المنطقة الفلاحية ببركان، مطار وجدة أنجاد وغيرها من المشاريع الكبرى التي جعلت من الجهة قبلة اقتصادية للعديد من المستثمرين.
هي مناسبة خالدة، نستحضر فيها ما دعا إليه جلالته الأحزاب السياسية والمنتخبين، وحثهم على خدمة المواطن، وعلى ضرورة القيام بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، وإما الإنسحاب.
حيث قال العاهل المغربي محمد السادس في خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى الثامنة عشرة لتوليه العرش، إن “الأمور عندما لا تسير كما ينبغي، يتم الاختباء وراء القصر الملكي، وإرجاع كل الأمور إليه”.
وتابع جلالته قائلا: “وإذا أصبح ملك المغرب، غير مقتنع بالطريقة التي تمارس بها السياسة، ولا يثق في عدد من السياسيين، فماذا بقي للشعب؟”
ووجه محمد السادس في خطابه انتقادا لاذعا للمؤسسات الإدارية والنخبة السياسية في البلاد، قائلا إن “بعض السياسيين انحرفوا بالسياسة، كما أن المواطن لم يعد يثق بهم”، وخاطب المسؤولين بقوله “إما أن تقوموا بمسؤولياتكم أو تنسحبوا”.
وعليه، لا بد من التذكير أن ذكرى الإحتفال بعيد العرش العلوي المجيد، هي ذكرى خالدة نجدد من خلالها الولاء والبيعة، ونؤكد فيها تشبثنا بالعرش العلوي المجيد، ونستحضر التضحيات الجسيمة للملكين الراحلين المغفور لهما الملك محمد الخامس قاهر المستعمر والملك الحسن الثاني باني المغرب، ونستمر، بثقة في النفس، في مسيرتنا التنموية بوحدة وطنية متراصة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.



