Hot eventsأخبارأخبار سريعةصحافة وإعلام

عين الحدث الإفريقي: “المغرب بين الإصلاحات الكبرى وثقة الشركاء الدوليين”

إعداد وتحرير: مصطفى بوريابة

يتواصل المسار التنموي المغربي بخطى واثقة، إذ حمل يوم السبت مؤشرات قوية على دينامية شاملة تعيد رسم معالم الاقتصاد الوطني وتعزز مكانة المملكة على الساحتين القارية والدولية.

في صدارة هذه المؤشرات، يأتي التقدم الكبير في ورش تأهيل المساجد، حيث كشف وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، عن تأهيل 1871 مسجداً منذ 2010، مع مواصلة الأشغال في 1073 مسجداً آخر، في إطار برنامج شامل يولي عناية خاصة للعالم القروي الذي يحتضن أكثر من 70% من مساجد المملكة.

وفي ميدان الإصلاحات الحيوية، شرعت الحكومة في معالجة ملف أنظمة التقاعد المهددة بالإفلاس، حيث ترأس رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، اجتماعاً للجنة الوطنية لمتابعة هذا الورش الاجتماعي الهام، سعياً إلى وضع إطار توافقي ومنصف يضمن الاستدامة المالية وكرامة المتقاعدين.

ويأتي ذلك بالتوازي مع تحركات استراتيجية على مستوى السياسة الجنائية، بعد تقديم رئيس النيابة العامة، هشام البلاوي، للمخطط الاستراتيجي (2026-2029)، الهادف إلى حماية الحقوق، وتفعيل نظام التعاقد مع وكلاء الملك، إلى جانب إحداث مجلس الوكلاء العامين لتعزيز التنسيق الجهوي وتتبع تنفيذ السياسة الجنائية بفعالية.

أما على مستوى الجاذبية الدولية، فقد شهد المغرب إشادة لافتة من طرف الرئيس السابق لجنوب إفريقيا، جاكوب زوما، خلال زيارته الرسمية للرباط، حيث جدد دعمه لمبادرة الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية، مؤكداً على شرعية السيادة المغربية ووحدة ترابها.

هذه الدينامية السياسية تجد صداها في ثقة المؤسسات الأجنبية، إذ أعلن رئيس شركة التأمينات البلجيكية “إيتياس” أن المغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، انتهج خيارات استراتيجية رابحة في عدة مجالات، ما جعله نموذجاً في الاستقرار والرؤية التنموية طويلة المدى.

وعلى خط موازٍ، يواصل المغرب تعزيز مؤهلاته الصناعية، حيث أعلنت مجموعة “ستيلانتيس” عن مشروع توسعة كبرى لمصنعها في القنيطرة، برعاية من رئيس الحكومة، لرفع الطاقة الإنتاجية إلى 350 ألف محرك سنوياً في أفق 2030، وهو مشروع من شأنه خلق آلاف مناصب الشغل وتعزيز تموقع المغرب في سلاسل الإنتاج العالمية.

وفي السياق ذاته، شدد وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، على أهمية الطاقات المتجددة في تحوّل مستقبل الصناعة بالمملكة، مؤكداً أن المغرب يمتلك فرصة تاريخية لبناء اقتصاد صناعي أخضر منخفض الكلفة، قادر على جذب الاستثمارات ورفع التنافسية.

وتناغماً مع هذا الزخم، وقّعت مؤسستا “تمويلكم” و”فينيا” اتفاقية تعاون جديدة لضمان تمويل المقاولات الصغيرة والمتوسطة الحاصلة على صفقات عمومية، في إطار تعزيز السيولة وتوسيع فرص ولوج هذه المقاولات إلى خطوط تمويل متوسطة وطويلة الأمد.

وفي قلب هذا التحول الاقتصادي والاجتماعي، تلعب الصناعة التقليدية دوراً محورياً، وهو ما أكد عليه كاتب الدولة لحسن السعدي خلال ترؤسه مجلس إدارة “دار الصانع”، حيث شدد على أهمية هذه المؤسسة في التسويق والتثمين والانفتاح على الشراكات الدولية، تعزيزاً للهوية المغربية وفرص التمكين الاقتصادي.

من جهة أخرى، تتواصل جهود المملكة في استثمار الحدث الكروي العالمي، إذ أكد رئيس الحكومة أن تنظيم مونديال 2030 ليس فقط مناسبة رياضية كبرى، بل رافعة استراتيجية لتحول اقتصادي شامل، مدعومة بتقديرات وزيرة المالية نادية فتاح التي تحدثت عن خلق أكثر من 100 ألف منصب شغل سنوياً ورفع معدل النمو بـ1.7%.

أما في الميدان البحري، فقد أعلنت كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري عن انطلاق موسم صيد الأخطبوط، بعد راحة بيولوجية امتدت منذ أبريل، استناداً إلى رأي المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، ما يعكس التوازن بين حماية الثروة البحرية وتلبية متطلبات الصيد.

وفي الحقل الفلاحي، طالب مربو الأغنام البيضاء بجهة الشرق وزارة الداخلية بالتمييز بين السلالات أثناء عملية الترقيم لضمان عدالة توزيع الدعم العمومي، خاصة بين سلالة بني كيل وسلالات أخرى، ما يعكس تطلع الفاعلين المحليين إلى سياسة أكثر دقة وشفافية.

وتماشياً مع المقاربة المؤسساتية الجديدة، أطلقت وزارة العدل ورئاسة النيابة العامة مخططاً جديداً لتعزيز الحكامة داخل النيابات العامة، وفتح آفاق للتطوير المؤسساتي بما يواكب التحولات التشريعية، خصوصاً قوانين العقوبات البديلة والمسطرة الجنائية.أما على صعيد المؤشرات الاجتماعية، فتم تسجيل عبور قياسي لأزيد من 1.5 مليون مغربي خلال عملية “مرحبا 2025” في ظرف شهر فقط، بارتفاع كبير مقارنة بالعام الماضي، مما يعكس عمق التعلق بالجذور، واستمرار المغرب في توفير ظروف استقبال آمنة وناجعة.

وتزامناً مع ذلك، أشار تقرير أمريكي إلى تصدر المغرب لبلدان شمال إفريقيا في مؤشر الحرية لسنة 2025، والذي شمل الحريات المالية والشخصية وحماية الأصول، حيث احتل المرتبة السابعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وعلى الصعيد السياحي، سجلت مراكش ارتفاعاً بنسبة 8% في ليالي المبيت، لتصل إلى أكثر من 3.3 مليون ليلة حتى متم أبريل، مع نسبة ملء بلغت 70%، وهو ما يوازي ما أشارت إليه صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية التي وصفت المغرب بأنه وجهة مثالية لقضاء العطل الصيفية.

وفي محور العدالة، نظمت بطنجة ندوة علمية قاربت واقع وآفاق مهنة التوثيق العدلي، بحضور عدد من العدول والمهنيين، في سعي لتكريس حكامة مهنية داخل هذا القطاع الحيوي، ضمن إطار إصلاح منظومة خطة العدالة.

وختاماً، وفي سياق تعزيز العلاقات اللامركزية، احتضنت مدينة الداخلة لقاء جمع وفداً من بلدية نيس الفرنسية مع مسؤولي المدينة، لبحث سبل التعاون بين الطرفين، مما يعكس الدور المتنامي للجهات المغربية في الدبلوماسية الترابية والتنمية الدولية.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button