Hot eventsأخبارأخبار سريعةالعالمشرق أوسطمجتمع

خبير قانون دولي: التصعيد الإسرائيلي الإيراني كشف “هشاشة النظام الإقليمي العربي”

في تحليل لتداعيات الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، أكد أستاذ القانون الدولي المصري، الدكتور أيمن سلامة، أن هذه الضربات لم تكن مجرد حدث عسكري عابر، بل مثلت “صدمة كاشفة لمدى هشاشة النظام الإقليمي العربي”.

وأوضح سلامة في تصريحات لوكالة “RT” اليوم الجمعة، أن هذا التصعيد المباشر أظهر كيف يمكن لأزمة بين طرفين غير عربيين أن تهز المنطقة بأسرها، وتكشف عن مكامن الضعف في البنية الإقليمية. واعتبر أن النظام الإقليمي العربي “الذي يعاني بالفعل من صراعات داخلية عميقة وتدخلات خارجية مستمرة” وجد نفسه في موقف حرج أمام هذا التصعيد.

وأضاف أن “بدلاً من أن يكون فاعلاً رئيسياً في احتواء الأزمة أو تشكيل موقف موحد، ظهرت الدول العربية بمواقف متباينة تتراوح بين الإدانة والقلق والصمت”.

– انقسامات عميقة وغياب الرؤية الموحدة:
وأشار الدكتور سلامة إلى أن “النظام الإقليمي العربي يعاني من انقسامات عميقة تفاقمت بسبب صراعات مثل الحرب في اليمن والأزمة السورية والتوترات بين دول الخليج وإيران، وغياب آليات فعالة في جامعة الدول العربية إلى جانب التدخلات الخارجية”، وهو ما اعتبره “يضعف قدرة الدول العربية على التصدي للأزمات”.

وأوضح أن هذا التباين يعكس “غياب رؤية عربية موحدة وقدرة جماعية” على التأثير في مسار الأحداث الإقليمية الكبرى، ما يزيد من شعور المنطقة بالضعف أمام القوى الإقليمية الأخرى. مؤكداً أن الضربة الإسرائيلية وما بعدها من ردود فعل “وضعت الدول العربية في موقع صعب”؛ فبعضها يخشى أن يتحول إلى ساحة خلفية لهذا الصراع، أو أن يجبر على الانحياز لأحد الأطراف ما قد يعمق من الاستقطابات الموجودة ويولد توترات جديدة داخل حدوده.

وأشار الخبير القانوني الدولي إلى أن هذا الوضع يعكس كيف أن الأطراف الخارجية باتت تمتلك القدرة على تحديد مسار الأحداث في المنطقة، بينما تظل الدول العربية في موقف “المتلقي للتداعيات”.

– تداعيات اقتصادية واجتماعية:
وتحدث سلامة عما يمكن أن يخلفه هذا التصعيد من زيادة في حدة التوترات، وما سينجم عنه من تبعات اقتصادية واجتماعية على الدول العربية، من خلال تقلبات أسعار النفط أو تعطيل الملاحة في الممرات المائية الحيوية. واعتبر أن هذه العوامل تزيد من الضغوط على اقتصادات المنطقة التي تعاني أصلاً من تحديات كبيرة، مما “يزيد من هشاشة البنية الاجتماعية ويخلق بيئة خصبة للمزيد من الاضطرابات”.

وقد ارتفعت أسعار النفط بنسبة 5% عقب الهجوم الإسرائيلي على إيران مع مخاوف من تعطيل إمدادات الطاقة في الخليج، كما أغلقت دول مثل العراق ولبنان والأردن مجالاتها الجوية، ما أثر على حركة الطيران الإقليمية.

وطالب أستاذ القانون الدولي بضرورة وجود استراتيجية عربية موحدة تحمي مصالح المنطقة وتضمن استقرارها بعيداً عن أن تكون مجرد ساحة لتصفية الحسابات بين القوى الأخرى، مؤكداً أن “الصمت أو التباين في المواقف يجعل الدول العربية أكثر عرضة للتداعيات”.

– خلفية التصعيد:
شنت إسرائيل في الساعات الأولى من اليوم الجمعة هجوماً جوياً تحت اسم “الأسد الصاعد” استهدف منشآت نووية في نطنز وأراك وقواعد عسكرية ومصانع للصواريخ في طهران وأصفهان وكرمنشاه بمشاركة حوالي 100 طائرة حربية.
وقد أسفر الهجوم الإسرائيلي على إيران عن مقتل قادة بارزين بينهم اللواء محمد باقري رئيس أركان القوات المسلحة واللواء حسين سلامي قائد الحرس الثوري، إلى جانب علماء نوويين.
وبررت إسرائيل الهجوم بمعلومات استخباراتية عن تخصيب إيران ليورانيوم يكفي لصنع 15 سلاحاً نووياً. وفي المقابل، ردت إيران بضربة صاروخية مباشرة على إسرائيل، استهدفت مواقع عسكرية، ما أثار مخاوف من حرب إقليمية شاملة.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button