شهدت الأسواق المالية العالمية تحركات كبيرة، مع ارتفاع أسعار الذهب والدولار الأمريكي بشكل ملحوظ، بينما سجّلت العملات المشفرة، وعلى رأسها البيتكوين، تراجعات حادة. هذا التحول يعكس لجوء المستثمرين نحو أصول الملاذ الآمن وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة.
– أصول الملاذ الآمن تستفيد من التوترات المتصاعدة:
جاء هذا التغير في الأسواق المالية مع تصاعد المخاوف من رد إيراني محتمل بعد سلسلة من الضربات الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية في إيران، بالتوازي مع استمرار التوترات العسكرية بينها وبين إسرائيل. وقالت كارول كونغ، المحللة الاستراتيجية في بنك الكومنولث الأسترالي، إن الأسواق العالمية في حالة ترقب لرد إيران المحتمل، مؤكدة أن “العملات ستبقى تحت ضغط تقلبات حادة مع استمرار حالة عدم اليقين السياسي”. وأضافت أن أصول الملاذ الآمن مثل الدولار والذهب ستبقى في موقع قوة إذا ما تصاعدت الأزمة.
– تصاعد أسعار النفط ومخاوف تأثير مضيق هرمز:
امتدت تأثيرات التصعيد إلى أسواق الطاقة، حيث ارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في خمسة أشهر. تعود هذه الزيادة إلى المخاوف من اضطراب الإمدادات في منطقة الخليج، خاصة مع تزايد الحديث عن إمكانية تأثر مضيق هرمز، الذي يمر من خلاله نحو خُمس إمدادات النفط العالمية، مما قد يؤدي إلى نقص في الإمدادات وارتفاع الأسعار بشكل أكبر.
أظهرت البيانات تفاصيل دقيقة حول أداء كل من الذهب، العملات الرقمية، والدولار الأمريكي في ظل هذه الظروف غير المستقرة.
– الذهب يسجل مكاسب طفيفة وسط تصاعد المخاطر:
سجّل الذهب مكاسب طفيفة في التعاملات الفورية، حيث ارتفع بنسبة 0.1% ليصل إلى 3371.30 دولارًا للأوقية، فيما استقرت العقود الآجلة الأمريكية عند 3387.20 دولارًا. كما شهدت الفضة ارتفاعًا بنسبة 0.1% إلى 36.03 دولارًا للأوقية، بينما انخفض البلاتين 0.3% إلى 1260.78 دولارًا، وتراجع البلاديوم 0.1% إلى 1043 دولارًا. وتأتي هذه التحركات وسط تصاعد المخاطر الجيوسياسية التي تدفع المتعاملين نحو الذهب كأداة تحوط تقليدية في أوقات الأزمات.
– تراجع العملات الرقمية تحت ضغط المخاوف الجيوسياسية:
تراجعت عملة البيتكوين إلى ما دون 99 ألف دولار خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهو أدنى مستوى منذ مايو، قبل أن تعاود التعافي تدريجيًا إلى ما دون 101 ألف دولار، بانخفاض طفيف بنسبة 1% خلال 24 ساعة. كما شهدت عملات رقمية أخرى مثل الإيثريوم، سولانا، ريبل، ودوجكوين خسائر كبيرة وسط موجة بيع واسعة ناتجة عن تنامي المخاطر الجيوسياسية ومخاوف من تجدد الضغوط على الأسواق المالية.
– الدولار الأمريكي يرتفع أمام العملات الرئيسية:
ارتفع الدولار بنسبة 0.52% مقابل الين الياباني ليصل إلى 146.81 ين، كما سجّل مكاسب أمام معظم العملات الآسيوية. كذلك ارتفع مؤشر الدولار إلى 99.037 نقطة، في ظل تراجع اليورو بنسبة 0.33% إلى 1.1484 دولار، وانخفاض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.26% إلى 1.3416 دولار. وشهد الدولار الأسترالي أدنى مستوى له في شهر، متراجعًا بنسبة 0.67% إلى 0.6408 دولار. بينما هبط الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.68% إلى 0.5926 دولار، وسط قلق المستثمرين من اتساع الصراع.
– الخلاف حول أسعار الفائدة في الاحتياطي الفيدرالي:
على صعيد آخر، أعاد ترامب توجيه انتقاداته إلى رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، متهمًا إياه بعدم التحرك بخفض معدلات الفائدة بما يكفي لتحفيز الاقتصاد. وجاءت هذه التصريحات في وقت يشهد فيه المجلس الفيدرالي انقسامًا داخليًا حول مسار أسعار الفائدة، بين من يدعو للحذر في ظل التضخم، ومن يطالب بخفض أسرع لدعم الاقتصاد وسط التوترات المتصاعدة.
