أخبارفي الصميم

حكيم الصحافة الوطنية.. كنت يا محمد وما تزال

قيدوم الصحافيين: عبدالسلام البوسرغيني

يشهد لك أحد أقطاب الجيل الحالي للصحافة الوطنية ،وأعني به نور الدين مفتاح ، بعد أن شهدت لك الأجيال السابقة التي كنت حاضن أفرادها المتطلعين ، وكنت محفزهم تفكر فيما يجب أن يصنعوا وأي السبل ينهجون

كنت شاهدا أنا شخصيا يا محمد على تلك الخطوات العملاقة التي سطرت للصحف الوطنية كي تنهض ، وجمعت أهلها في بوثقة سمحت لك بتنفيذ المخطط الذي تعاقدت معهم على تنفيذه ، وكانت تلك البناية الجامعة لكل الأدوات الكفيلة بأنجاز مهام التنفيذ والتي شيدتها بمجهودك وبثمرات ما دره مشروعك من مال.

لم تقف عند المهام التي حددتها لمؤسستك التي كانت البوتقة التي جمعت الصحف الوطنية ، بل فكرت حتى في توفير المجال الذي قد يحتاجه العاملون في الصحف ، وكثيرا ما جمعنا ذلك المجال الذى خصصته لنا نحن الصحفيين في إحدى طوابق بنايتك على طاولات الغذاء أو في ندوات نستفيد مما تشع به من معارف ، كم كنّا في حاجة إليها

الصحفيان: محمد برادة ونور الدين مفتاح- عدسة: (العزوزي)

جئت يا محمد من شرق المغرب ، من وجدة المعطاءة ، حيث لم تكن ترى أنه يوفر لك المجال لتحقيق تطلعاتك ، وكتب لك أن تنتسب لمؤسسة أوحى لك مجال نشاطها بأن الميدان أوسع مما تحصر نشاطها فيه ليقتصر على فئات بعينها من مجتمعاتنا

لم يكن هدفك فقط تحقيق المكاسب المادية للصحف الوطنية ، بل سعيت ليكون الكسب المعنوي ، أي المعرفي أحد الأهداف الإساسية لمشروعك ، فرفعت شعار جريدة لكل مواطن ، وكم كان تجسيد هذا الشعار من الصعوبة بمكان ، لكنك وفرت ما يقرب الصحف من الناس لتغريهم باقتنائها لإشاعة قراءتها وبالتالي إشاعة المعرفة

لقد كتب لي أنا شخصيا أن أعيش فترة إنطلاق مشروعك وأن أقف على الوسائل التي وفرتها لنجاحه ، ومنها وسائل الإعلاميات التي لم تكن شائعة ، بل وحتى معروفة لدى جزء من النخبة ٠

ولاشك أنك تتذكر ذلك اليوم الذي زرتك في مكتبك أنا وإبني الذي كان يدرس الإعلاميات في فرنسا ليحدثك أو تحدثه في شأن استعمال الإعلاميات في مؤسستك ، لكي يستفيد منك وتسفيد منه ٠

محمد برادة بعدسة (العزوزي)

وإذ أذكر ذلك اليوم وأستعرض ما أختزنته الذاكرة من ذكريات تلك الفترة التي عملت أنت خلالها على ازدهار الصحافة الوطنية على عهدك وبمبادرة منك يا محمد ، يتملكني الإفتخار بكون وطننا. يستطيع أن ينجب الرجال الذي هو في حاجة إليهم ، وقد كنت منهم ، وبروحك الوثابة لم تركن إلى الدعة والراحة وأنت تتقدم في السن كمايفعل البعض ، بل بقيت شعلتك مضيئة لتظل الحكيم المرشد والمحفز للأجيال الحالية من الذين أختاروا الكلمة كسلاح في حياتهم.

حياك الله با محمد بن عبد الرحمان برادة وحفظك في صحتك وفي أسرتك.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button