أخبارفي الصميم

الجالية وأسئلة الهجرة !

ساهمت الهجـرة منذ القدم فـي بنـاء المجتمعـات وتطور البلدان، ولم ولن تتوقف، بل هي في تنامي كبير بفعـل العديـد مـن العوامـل الاجتماعية، الاقتصادية والسياسية، المرتبطـة بتفاوتات كبيرة على مسـتوى التنميـة والفـوارق الطبيعية والمجالية، بفعل تأثيرات المناخ وتدهور الاقتصادات المحلية أو تنامي اقتصادات جديدة.

وقد شهدت السنين الأخيرة، ربما اكبر موجة هجرة في التاريخ بسبب الحروب والصراعات المنتشرة حول العالم، وكذا بسبب عنف الطبيعة، وعدم استقرار العديد من المجتمعات. كما ساهمت الاتفاقيات الجديدة حول حرية التنقل للسلع والأشخاص في تسريع حركية الهجرة واليد العاملة.

 فيما يخص المغرب، يحتفل اليوم، العاشر من شهر غشت باليوم الوطني للمهاجر وهي مناسبة لاستحضار دور مغاربة الخارج في البناء الاقتصادي وتحويل العملة الصعبة، كما يلعبون دورا مهما أيضا في تقارب وتلاقح مختلف الثقافات الكونية، فقد بلغ عدد المهاجرين المغاربة بالخارج ما يناهز ستة ملايين شخص، متفرقين على مختلف بقاع المعمور، لكن الغالبية منهم تتمركز بدول الاتحاد الأوربي ودول أمريكا الشمالية، كندا والولايات المتحدة الأمريكية.

في الوقت الذي كانت كل التوقعات تشير إلى تراجع التحويلات المالية للمهاجرين، حيث أن العديد من العمال فقدوا وظائفهم، كان المغرب ومغاربة العالم يشكلون الاستثناء في ظل الجائحة الفيروسية. فعوض أن يتقلص التحويل ب20 بالمائة كما توقعت المؤسسات النقدية، فقد حققت التحويلات رقما قياسيا حيث بلغت 93 مليار درهم بنسبة فاقت 36 بالمائة مقارنة بسنة 2020، حيث لم تتعدى آنذاك 68 مليار درهم.

وفي سنة 2022، وصلت تحويلات مغاربة الخارج في حدود الأشهر الأربعة الأولى ما يناهز 30،5 مليار درهم، بعدما كانت 29 مليار درهم في نفس الفترة من السنة الماضية، وهو ما يشكل فعلا استثناء وتطورا ملحوظا في التحويلات النقدية رغم الانكماش الاقتصادي بالغرب، ودائما حسب مكتب الصرف، فإن هذه التحويلات هي الأعلى خلال الخمس السنوات الأخيرة، حيث لم تتعدى 21 مليار درهم قبل الجائحة.

وفي هذا السياق أوصى جلالة الملك، بأن يخصص يوم 10 من غشت كل سنة لتخليد اليوم الوطني للجالية المغربية بالخارج منذ 2003، كما أعطى تعليماته السامية، وحرصا منه على استمرار ارتباطهم بالوطن الأم، للسلطات المعنية والمكلفين بقطاع النقل، للعمل على تسهيل عودة الأسر المهاجرة بأثمنة مناسبة وفي أفضل الظروف.

وعلى المستوى الإفريقي، فقـد اتخـذ المغرب عـدة مبـادرات وتدابيـر فـي إطـار سياسـته المعتمـدة فـي هذا المجـال. وهـي مبـادرات وتدابيـر تقتضـي أن تندمج بشكل شـمولي يضمـن إضفـاء التجانـس والفعاليـة علـى جهـود المملكة في تحقيـق الأهـداف التـي تنشـدها مـن انخراطـها فـي حركية التنميـة الاقتصاديـة والاجتماعيـة والبيئيـة في القارة الإفريقية.

إلا أنه ورغم كل الجهود المبذولة على الصعيد الدولي، لا زال مشكل الهجرة والنازحين يشكل معضلة كبيرة أمام المجتمع الدولي، وفيما يخص مغاربة الخارج فرغم كل التسهيلات التي يحضون بها إلا أنهم لا يتمتعون بعد بحق التصويت وحق التمثيلية في البرلمان ومجلس المستشارين وهي المطالب التي لم تحقق بعد انخراطهم الفعلي في العمل السياسي بالبلاد.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تفقد أيضا
Close
Back to top button