أخبارالناس و الحياةمجتمع

تشجيع السياحة الداخلية..البيضة 15 درهما والخبزة 4 دراهم !؟

بقلم: حنان الطيبي

 لا شيء يثير الجدل حاليا على مواقع التواصل الاجتماعي اكثر من إطلاق الصور لأصحابها في المنتجعات السياحية والمطاعم وعلى الشواطئ بمتعة تمتزج بالغضب بسبب جشع المدن السياحية المستقبلة. في شقة متواضعة من شقق السكن الاقتصادي بمدينة مارتيل وصلت اجرة الكراء إلى 1500 درهم لليلة الواحدة، فيما وصل ثمن الخبزة من درهم ثمنها الأصلي إلى 4 دراهم، كما وصلت البيضة إلى 15 درهم في بعض المطاعم!!!.

وليست مارتيل وحدها من تتحدى “الملل”، فهناك طنجة وتطوان واصيلة وغيرها من المدن الشمالية وحتى الجنوبية للمملكة، وكل يغني على ليلاه !. بعض المستثمرين الموسميين من أصحاب الشقق والسماسرة واصحاب المسابح والمنتجعات ممن امتلأت بطونهم بالجشع والطمع يرون أن فصل الصيف هو فصل الربح بامتياز وفصل” الهمزة”، مستغلين بذلك السياح المغاربة القادمين من المدن المغربية الداخلية وخاصة تلك المدن التي حرمت من تواجد البحر والشواطئ عليها، وكأنهم يبيعون لهم ثمن البحر أيضا..

أرقام مرعبة لأثمنة مواد غذائية بسيطة وسياحة عشوائية انتهازية خطيرة تلك التي تمارس في المدن التي سبق ذكرها دون رقيب او حسيب، تحصد جيوب الموظفين والطبقة المتوسطة دون رحمة مقابل “كونجي” مرعب واضطراري.. السيدة الحكومة تعلم جيدا بما يجري، لكن المسؤولين لا يتفاعلون مع الأمر وكأن لسان حالهم يقول:( تا واحد ما ضربك على يدك وبقى في مدينتك يلا ما عجبك حال)!. مصيبة بجميع المقاييس ان تشتكي الحكومة من تدهور السياحة في المغرب، وان تصرف مليارات الدراهم على الأسرة والفنادق في محاولة للنهوض بالاقتصاد السياحي في حين تكترى شقة حقيرة ب 1500 درهم لليلة الواحدة فقط!!.

كما انه من العيب والعار ان تستغل ساكنة المدن الداخلية على الوجهين، مثل فاس ومكناس وصفرو وغيرها من المدن التي يلجأ منها ابناؤها إلى الوديان العفنة والمسابح الشعبية الملوثة وحتى نافورات الشارع لتحدي حرارة الصيف وحرارة الأثمنة المرتفعة.. وإذا ما لجأت هذه الطبقة إلى السفر إلى المدن الساحلية فما سبق ذكره كاف لختم طابع العيب والعار على المسألة.. ومن هنا وجب تنبيه المسؤولين في القطاع أن السياحة الداخلية الغير ممنهجة والعشوائية بامتياز .

إذا ظلت كما هي عليه فتأكدوا ايها السادة الأفاضل ان السياحة المغربية ككل ستضرب حتى النخاع، ولقد بدأت تداعيات العشوائية تطل بظلها على السياحة العامة بحيث اصبحنا نرى وبوضوح أغلب السياح الأجانب يلجأون إلى مطاعم رخيصة وتقليدية وشبه حقيرة تقدم اكلات شعبية لا تسمن ولا تغني من جوع بل ويقفون على عربات الأكل على الشوارع لطلب أكلات مثل “البطاطا المسلوقة والبيض والكاشير ومطيشة”، ساندويتشات مخصصة لابناء الطبقة الكادحة، وهم إذ يلجأون إلى مثل هذه الأماكن خوفا من الأثمنة الملتهبة التي تشتعل السنتها في كل مكان.

أيها السادة المسؤولون.. إن قطاع السياحة يحتضر ويلفظ انفاسه الأخيرة، فقد وجب عليكم المواكبة ولمراقبة وبث أمور الضبط والربط وحتى الزجر إذا دعا الأمر، وإلا فعلى بلدي السلام!

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button