أخبارالناس و الحياةمجتمع

منير القادري بودشيش..محفل الطريقة البودشيشية منصة أكاديمية وازنة ارتقت إلى العالمية + فيديو

أصبح الملتقى العالمي للتصوف الذي تنظمه الزاوية القادرية البوتشيشية محطة هامة للجميع، خاصة أنه يعمل على نشر المحبة والسلام والوسطية في جميع أنحاء العالم، وعلى ذلك يزداد عدد المشاركين يوما بعد يوم حتى أصبح الجميع يأمل المشاركة في هذا المنتدى الدولي الكبير.

وشهدت الدورة الراهنة من الملتقى العالمي للتصوف في أجواء مليئة بالروحانيات، وعلى غرار الدورات السابقة، أنشطة موازية منها معرض للفن التشكيلي ومعرض للكتاب والمنتديات الإسلامية للبيئة وتركز على “أزمة ندرة المياه ما بين الحلول التقنية وضرورة إيقاظ الضمائر”، ويركز منتدى الأخلاق والتكنولوجيا على “الولوج إلى الطاقة: أزمة مستدامة أم تحول المفاهيم (؟)”، ومنتدى القرية التضامنية وجعل شعاره “مغاربة العالم: ركيزة أساسية لتطوير الاقتصاد الاجتماعي”. إضافة للجامعة المواطنة التي تطرقت لموضوع “التربية على قيم المواطنة.. من المحلية إلى الكونية”، ومسابقات في حفظ وتجويد القرآن الكريم، وفي شعر المديح النبوي.

وأكد مدير الملتقى العالمي للتصوف، منير القادري بودشيش، في كلمة خلال حفل الافتتاح، أن هذا المحفل الصوفي، الذي دأبت الطريقة البودشيشية على تنظيمه بالتزامن مع الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، أضحى منصة أكاديمية وازنة ومميزة على المستويين الوطني والعالمي.

وأشار خلال هذا الحفل الافتتاحي، الذي حضره، على الخصوص، شيخ الزاوية القادرية البودشيشية جمال الدين القادري بودشيش، وعامل إقليم بركان محمد علي حبوها، وعدد من المسؤولين والشخصيات العلمية والفكرية، إلى أن اختيار موضوع الملتقى لهذا العام يعزى إلى ما أصبح يعج به العالم المعاصر من خطابات وشعارات عن القيم وغيرها من الأسس البانية التي قلما تجد لها أثرا كبيرا في التطبيق والعمل؛ مما أدى إلى انتشار ثقافة القول على حساب العمل.

وأوضح القادري، أن هذه الدورة ستناقش، في هذا الصدد، سؤال العمل وما يثيره من إشكالات تعيشها المجتمعات المعاصرة؛ انطلاقا من كون الممارسة الدينية هي بالأساس ممارسة عملية تعتمد على العمل بشكل كبير، وأن العلم والعمل متلازمان؛ وبالتالي يجب تسخيرهما لخدمة البشرية.
وأضاف أن هذا الملتقى العلمي العالمي سيطرح أيضا القضية الإيمانية والتدينية، وكذا الأزمة القيمية والأخلاقية التي تعرفها المجتمعات المعاصرة، وعلاقتها بالمشكل التنموي والاقتصادي والبيئي.

واعتبر مدير الملتقى أن هذه الأزمة وغيرها من الأزمات ما هي سوى تجل للأزمة الحقيقية التي يعيشها الإنسان وتجرده من العمل الصالح، مشيرا إلى أن التصوف استطاع طيلة تاريخه أن يبني لمنظومة متكاملة من العمل الديني الذي كان له الأثر البالغ في الساحة الدينية والمجتمعية، في جميع المجالات التي يغطيها هذا العمل.

وأكدت المداخلات، التي تمثل الوفود المشاركة، على أهمية الملتقيات العالمية للتصوف والتي أضحت على مر الأعوام موعدا للباحثين والخبراء لبحث القضايا الراهنة، مشيرة إلى أن هذا الملتقى العالمي يشكل مناسبة لبحث الأدوار التي يضطلع بها التصوف سواء في الإسهام في إصلاح الأفراد عبر منهجه التزكوي الذي يتركز في إصلاح القلوب، أو دفعهم للانخراط في بناء المجتمع.

وكان الهدف من هذا الملتقى، الذي نظمته الطريقة القادرية البوتشيشية ومؤسسة الملتقى، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تسليط الضوء على الأدوار التي يضطلع بها التصوف باعتباره من أقوى البواعث التي يتحصل بها العمل الديني، وما يترتب عليه من أبعاد قيمية وروحية وأخلاقية.

وذكر مدير الملتقى منير القادري بودشيش، نجل شيخ الزاوية البودشيشية، أن هذه الدورة تستمر بين 5 و10 أكتوبر الجاري. وأن “الملتقى أصبح محطة أكاديمية وعلمية لا فلكلورية تمزج بين البعد الروحي والأخلاقي والعلمي”، وأبرز أن موضوع الدورة يأتي في سياق التفاعل مع ظاهرة أضحت منتشرة بشكل كبير، وهي “القول بلا فعل”، وأن “التربية الروحية والأخلاقية تكرس ثقافة العمل مقرونا ومتلازما بالقيم الأخلاقية من الصدق والإخلاص.. والعمل دون إخلاص كالجسد دون روح”، مضيفا أن “الإنسان يجب أن يستشعر عظمة الله، وتكون في قلبه خشية يتحقق بها السلم والأمان، ويحب لنفسه ما يحب للآخر، ويعمل بالقيم حتى يصير العمل جسدا بروح تعم ثماره الإنسان والمجتمع”.

وبدأت الدورة في قرية مداغ بإقليم بركان، بشراكة مع المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام المعاصر تحت شعار “التصوف وسؤال العمل: من إصلاح الفرد إلى بناء المجتمع”.

وشارك في الملتقى مسؤولون وعلماء وخبراء وأكاديميون من المغرب ودول أخرى، فضلا عن منتسبين للطريقة من أنحاء العالم.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button