أخبارالعالم

هل يتجه العالم نحو جحيم مناخي؟

كل المؤشرات تدل على أن أزمة المناخ ترخي بظلالها على مستقبل البشرية، وستؤدي بلا شك إلى كوارث بيئية واقتصادية وبشرية، يصعب آنذاك حلها لاستفحال مشاكلها. لا نريد أن نعطي صورة قاتمة عن مستقبل الكوكب، لكن هذه حقيقة لا يمكن إغفالها، ولا يجب أن نستمر في تجاهل المشاكل التي يسببها التلوث عالميا.

أستاذ الاقتصاد بجامعة ستيرن بنيويورك، نورييل روبيني، في مقال بصحيفة الغارديان، قال بأن العالم يسير نحو المجهول وأن السياسيون ذوو التفكير قصير المدى يتجاهلون المؤشرات التي تنبئ بمستقبل بائس على سطح الكوكب.

الحياة في خطر، وهذا أمر يجمع عليه جل الباحثون في قضايا البيئة والأرصاد، وأيضا علماء الاقتصاد والاجتماع حين ننظر للتطورات المجتمعية والصراعات والنزاعات والتسابق الاقتصادي المدمر للثروات البيئية وللإنسان أيضا.

بقلم/ عبدالله العبادي

العالم يواجه مشاكل جمة وإذا ما تركت لتتراكم، ستجعل حياة، الملايير من الناس في بقاع شتى من العالم، في جحيم. فكما قال نوربيل روبيني أننا ميالون للتخطيط قصير الأجل ونترك التفسير للمستقبل. فهناك كوارث بيئية ومناخية وطبيعية، إضافة إلى التخريب البشري المقصود والذي لا يتوقف عن أذى الطبيعة وأذى الناس أيضا.

السؤال المطروح اليوم، هل تُؤخذ هذه التهديدات المناخية بجدية، وخصوصا في الدول العظمى؟ وكيف يمكن العمل والتخطيط للتقليل منها، أو الحد منها مستقبلا، في ظل مجتمع تكنولوجي يتطور باستمرار، وقادر على إيجاد الحلول البديلة لكل المشاكل التي يعاني منها الناس.

ويوضح أستاذ الاقتصاد أن المشاكل الاقتصادية ستكون كارثية، تتمثل في شبح التضخم والركود، وتفاقم أزمة الديون العالمية، ومشاكل الشيخوخة وتأثيراتها على صناديق التقاعد التي سيصيبها الإفلاس. فالركود العالمي اليوم، وكما ترى تقارير اقتصادية عديدة، سيطول أمده، وسيؤثر بشكل كبير على الاقتصادات الصاعدة والهشة وحتى المتقدمة، الأمر الذي سيفضي إلى نهج سياسات مالية اقتصادية تقشفية كارثية.

كما أن المشاكل الاقتصادية ستكون وباء أيضا على المجال السياسي، حيث تتفاقم العنصرية وتكثر الأنانية وينشط اليمين المتطرف واليسار المتطرف ضد الليبرالية المتوحشة، حيث تتزايد الهوة بين الأثرياء والفقراء حول العالم، مما سيؤدي إلى اصطدامات واحتجاجات قد تكون عنيفة أحيانا.

فالمناخ اليوم، يشكل نواة المشروع المجتمعي العالمي، رغم وجود النزاعات المسلحة في العديد من بقاع المعمور، وربما ستتطور أكثر، في السنين القادمة واحتدام الصراع بين أمريكا والصين في بحر التايوان، وقد يتطور الصراع الروسي الأوكراني اليوم إلى صراع بين الغرب والشرق وعودة حرب المعسكرين، حول النفوذ العالمي والسيطرة على الآخر .

فمشاكل الحروب المسلحة التي أثارها الإنسان، إضافة إلى التغيرات المناخية ومشاكل الاحتباس الحراري، تعطي على أقل تقدير صورة بئيسة عن مجتمع الغد، ومستقبل الأجيال القادمة. فرغم الدراسات والتوقعات والتحذيرات، لا زالت الحكومات لا تعطي أهمية كبيرة للمقترحات التي يتوصل إليها الباحثون في ظل سعي الدول العظمى إلى حماية مصالحها والبحث عن عائداتها، بغض النظر عن الضرر الذي تلحقه للبيئة أو الإنسان على حد سواء.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button