أخبارفي الصميم

رحمك الله يا أخي وزميلي أحمد صبري

كلما ذكرتك تذكرت الفضيحة المدوية التي كشف عنها تحقيق صحفي أنجزته يا فقيدنا العزيز ، كان قد هز المسؤولين في مدينة الدار البيضاء ، وعشنا نحن الصحفيين في جريدة ” المحرر ” نشوة الأصداء التي تركها لدى الرأي العام البيضاوي ٠.وكأني أعيش الآن تلك القصة التي سجلها فقيدنا المرحوم آحمد صبري ، ونحن نودعه ليلتحق بالرفيق الأعلى ،واقول له

وأنت يا أخي أحمد تنتظر دورك في محطة البنزين القريبة من مطبعة دار النشر المغربية ، حيث كانت توجد مكاتب جريدة المحرر، سمعت موزع البنزين يسأل سائق شاحنة نقل اللحوم قائلا : متى ستنهق هذه الشاحنة ، فسألت يا أخي أحمد الموزع ماذا يعني بالسؤال ، فأجابك بأن تلك الشاحنة إعتادت نقل لحوم الحمير وبكثرة لفتت أنظاره ٠.

الصحافي الكبير
عبدالسلام البوسرغيني

لم يكن إعداد لحوم الحمير شيئا غير عادي في المجزرة البلدية بحكم وضعية حديقة الحيوانات بالدار البيضاء التي كانت تحتاجه لوجو وحوش جارحة في هذه الحديقة ٠ ولكن السؤال دفع فقيدنا صبري بفضوله الصحفي إلى محاولةالبحث والتقصي لمعرفة كيف يتم أعداد لحوم الحمير ؟ ولمن توجه للاستهلاك ؟ ٠

لقد كان على أخينا صبري أن يبدأ بحثه من المجزرة (لاباطوار) القديمة بالحي المحمدي، فمنع من دخولها ، ولكنه تقمص دور عامل في المجزرة وارتدى لباس الجزارين ، فاكتشف أن ما يعد من لحوم الحمير من الكثرة بحيث ربما يتجاوز ما تحتاجه حديقة الحيوانات في حي عين السبع٠ولقد تأكد من ذلك بعدما اطلع على وضعية الحيوانات الوحشية في الحديقة وحاجياتها ، فتساءل عن الوجهة التي تأخذها لحوم الحمير التي تتجاوز الكمية المطلوبة

وقد طلع أخونا الفقيد أحمد صبري بتحقيق نشر في جريدة المحرر في منتصف الستينات من القرن الماضي ، يكشف عن فضيحة توجيه لحوم الحمير للإستهلاك البشري ، إلى جانب ما يستهلك في حديقة الحيوانات ٠ ولقد حاولت السلطات الإدارية عبثا نفي ما وقع ، إلا أن ما كشف عنه التحقيق أفحمها ٠ بيد أننا لم نكن قد علمنا بما اتخذته تلك السلطات في حق المتورطين في فضيحة استهلاك لحوم الحمير في مدينة الدار البيضاء ،

ولقد ظلت هذه القصة التي كشفت عن تهاون المسؤولين آنذاك عن مراقبة استهلاك المواد الغذائية متداولة على ألسنة الناس

رحمك الله يا أخانا أحمد صبري ،وسيظل ذكرك على كل لسان لمساهمتك المتعددة الأوجه في الحياة العامة ، فلقد ساهمت بنصيبك الوافر في خدمة المجتمع ، بما أنتجته في الميدان الصحفي ، وبما أبدعته في الحقل الادبي كتابة وشعرا ، وبما أسديته من أعمال في الميدان الرياضي ممارسة وكتابة

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button