أخبارثقافة و فنحضاراتصحافة وإعلام

بوصوف يفكك صراع الثقافات والعبادي يدعوا إلى اعلام مُعزِّز لكَفَّة حوارالحضارات

توقف الباحث عبد الله بوصوف عند الأهمية التي تحظى بها مدينة فاس وخاصة جامعة القرويين كمنارة علمية في حوار الحضارات والتقارب بين الثقافات، وهي الجامعة التي يعود إليها الفضل في تعزيز الاستقرار الديني والسياسي الذي يتمتع به المغرب إلى اليوم بفضل تكوينها لأكبر رجال الحركة الوطنية، ونخبة العلماء المغاربة.

وأبرز بوصوف في مداخلة له في ندوة ” بين حوار وصدام الحضارات: هل يتحول إذكاء النزاعات إلى أصل تجاري لوسائل الإعلام؟”، نظمتها الفيدرالية المغربية لناشري الصحف بفاس على هامش تأسيس فرعها الثامن بجهة فاس مكناس، أن تطور الإعلام ارتبط بتطور النزاعات، واستعرض في هذا السياق محطات تاريخية من العلاقة المشتركة بين الإعلام والنزاعات مثل تطور الإذاعة مع الحرب العالمية الثانية وقدرتها على اختراق حدود العدو بما تبثه عبر موجاتها، ودور القنوات التلفزيونية في التمهيد وتأجيج النفسيات لتبرير التصعيد في النزاعات.

وشدد الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، على أن الإعلام الموضوعي والملتزم بأخلاقيات المهنة ليس هو من يؤجج الصراعات والانقسامات والحروب، ولكنها أدوار يضطلع بها الإعلام الذي جعل نفسه أداة في يد السلطة السياسية أو المالية لخدمة أجنداتها.

وتساءل المفكر والأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أحمد العبادي، في عرضه : “هل يتحول إذكاء النزاعات إلى أصل تجاري؟”، ليقول ان جانبا من العالم الإسلامي كان عنده وعي عميق بالتراكم الحضاري وسعى لبلورة المهارات والكفاءات القادرة على مقاربة هذا الموضوع الحيوي.

واعتبر أحمد العبادي أن “الغوص في حضارة من الحضارات يقتضي بناء المهارات والقدرات التي تمكن من ذلك تفاديا للاختزال وترويج أحكام مسبقة.” مبرزا ضرورة تأسيس التجارب الفضلى المحلية لتكون تجارب ملهمة في الاضطلاع بدور اعلامي إيجابي يعزز كفة الحوار بين الحضارات كمطلب وظيفي.

وقال مدير التواصل والعلاقات العامة مصطفى أومدجار في كلمة نيابة عن وزير الشباب والثقافة والتواصل، “إن المغرب حرص على توفير أرضية قانونية وتنظيمية، تضمن ممارسة إعلامية سليمة ومحصنة ضد خطابات الكراهية والعنف”.

وأشار “أومدجار”، أنه تم تعزيز الوقاية من هذا النوع من الخطابات من خلال آليات ربط الممارسة الإعلامية السليمة، باحترام أخلاقيات مهنة الصحافة، والتي تنص على ضرورة التقيد بعدد من الضوابط المهنية التي تسمح بالنأي عن جعل الإعلام أداة لنشر الكراهية.

وفي نفس السياق، أبرز رئيس جهة فاس مكناس، عبد الواحد الأنصاري، أن الخطاب الإعلامي اليوم يتصدر كل الخطابات المؤثرة في المجتمعات ولدي الشعوب، بل وحتى لدى الكثير من صانعي القرار على المستوى العالمي.

وشدد على أن الجميع مدعو للإسهام في تعزيز الوعي الإعلامي لمحاربة التصورات الخاطئة والأحكام المسبقة، والخطاب المحرض على الكراهية، وكذا تثمين جهود الصحافة الموضوعية والمحايدة، التي ترتكز في أداء واجبها المهني على مبادئ وأخلاقيات المهنة.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button