أخبارالرئيسيةثقافة و فن

قلب في جسد آخر

بقلم/ مولاي الحسن بنسيدي علي

تدفقي أيتها الدماء
كما تشائين
وانبض كما يحلو لك
فأنا ها هنا أسمعك
يا قلب الصغيرة
وماما تخفق بين الجناحين
وأنت بين الضلوع
في جسد آخر
فاغتسل بدموعي
وانبض كما يحلو لك
مازلتَ على قيد الحياة
أتنفسُ آلامي مرتين
فلن أبكيك الآن
وأنا مشدودة
بالسماع إليك
فحدثني عن هيامي
وعن جسد الطفلة الصغيرة
عن دميتها
عن الضفيرة
عن جمالها
وحمرة الخدين
عن زهرة الفل
فأين يا قلب الفل ابنتي
أين بستاني وزهرتي
وفراشة البيت ؟
جاء الموت يا وجعي
فاستل الروح كالشعرة من عجين
والحزن عشش كالعنكبوت
فلا بسمة في البيوت
تدفق كما تشاء
بدم من تشاء
بقية من سنين
واسكن حيث تشاء
ودعني أستمع إليك
يا قلب حبيبتي
لأنعم بالحياة
ودعني أطير من فرحي
أرقص على إيقاعات نبضك
وزيديني صغيرتي من شجن
ومن أنين ..
فقد ارتديت ثوب المنون
وخلعت ثوب الحياة
فأنا ما عدت أنا
تدثرك وتدثرني أكفاني
وتسألني دميتك
ودمعي ملء الجفون
تعتريني سكرة الموت
ويضعف مني نبض القلب
ويبيض منك بؤبؤ العين
وأنت روحي تنسل مني بطيئة
فلا دموعي تنفعني
ولا سلطاني
وأنا لست أنا
وأنتٍ محمولة على الأكتاف
تسمعين صياح النادبات
ومواويل الباكيات
ولصراخي لا تسمعين
وكدلو ماء ..
ألقوا هيكلك في بئر سحيق
فلا تسلني يا قلبي
لا مكان لحب أكثر من اثنين فيك
وأنت في جسد آخر
أسلم روحك إليه
ودعني أتذلل في حضرة الرب
أناجيه في جوف الليل
أن يحفظ الجسد الذي أنت فيه
..

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button