أخبارالرئيسيةثقافة و فن

سمر على قمة كروكو

.بقلم: مولاي الحسن بنسيدي علي

مثقلة خطواتي
يدفعني الريح إليك
أتسلق الحجر
والعشب المزروع فيك
وعظام الشجر
ها أنا على قمتك
كروكو ..
لا أرمق ظل بشر
غير وقع أقدام
بين ثنايا الحفر
وحوافر خيل
بقايا أثر
ركضتْ ذات يوم هنا
وأضياف رجال لفهم الظفر
أشتم عبق البارود
ونسائم البحر
وأسمع مواويل
ميمونة ..
و زغرودة حلومة بنت الشهيد
وصليل السيوف
بوادي الذئب
وعند المنحدر

كروكو يا بؤبؤ النظر
أنا وأنت فقط
وبالسفح الناظور
والقبائل العشر
أعدهم
فردا فردا
بدوا وحضر
بني سيدال
وبوغافر وفرخانة
وأوكسان
وازغنغان
وبني أنصار
ومزوجة
وبني شيكر
وقلعة سلوان
ومداشر أخرى أكثر
وأكثر
وأنت كما أنت
شامخ ..صامد
كفارس ممتشق سيفه
على عدوه انتصر
….
كوروكو
حدثني
فلا أحد يسمعنا
عن الزمن الجميل
عن الرجال ..
والأبطال
عن أمزيان
وخوجة
وميمون سلام
وكل من لبى وكبر
وعن انهزام جنرالات إسبانيا
وأفول جحافل العسكر
عن مقتل الفاو
وبينيتو
وسباستيان
وانتكاس ماريانا
كل ما تحتك كوروكو
اندثر
رحل الأشاوس
إلى العالم الآخر
لم يعد في المدينة من يتذكر
مات أبي من سنين
وعمي أصابه الخرف
وأبنائي انشغلوا عنك وعني
بأغاني الراب
والعيطة
والراي
والسراويل المتدلية
وقصة الشعر
والسخط بينهم انتشر
…..
كوروكو
أفر مني إليك
وقد استبد بي الضرر
الفقر انتشر
والفقير عمه الضجر
والتعليم في منحدر
والمشفى لا دواء فيه
لا طبيب
ولاسرير ولا إبر
والنواب فقدوا البصر
بح صوتنا
وعودنا انكسر
……
كروكو
لا صهيل للجياد
والراوي
والشاعر
والمؤرخ
والحاكي
في غفلة منا
شد الحبل على الجيد
وانتحر
…..
كروكو
ما عاد يحلو السمر
دعني أنام فقد طال السهر
عسايا ارى الفارس المنتظر
على مسحة القمر .
…….

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button