في الصميم

الحروب الزاحفة في افريقيا وانتشار الإرهاب

بقلم عبدالله العبادي

من القرن الإفريقي حتى نهر السينغال، قراءة واحدة ومشهد واحد للفوضى التي أحدثتها الصراعات المتلاحقة بشعوب المنطقة، مند عقود والغالبية الكبرى من هده الشعوب تعرضت للنزوح والجوع والظلم. في اثيوبيا مثلا ، لم يكد اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه في بريتوريا في الثاني من نوفمبر 2022 بين الحكومة الأثيوبية ومقاتلي جبهة تيغراي يؤتي ثماره حتى وجدت الدولة المركزية نفسها وسط صراع آخر مع منطقة أمهرة. صراعات متفرقة بين مناطق متعددة بإثيوبيا قد تنبئ بحرب أهلية جديدة في حال أرادت الحكومة فرض السيطرة ونزع السلاح من مقاتلي مناطق البلاد.

في الصومال المشهد صار اعتياديا بين القتال والجفاف والمجاعة، صراع الفرقاء السياسيين لم يدفع البلاد إلا للمزيد من الفوضى وسوء التدبير، ليس ببعيد ببلاد سلة الغداء العربي، وبعد سنين قليلة من الهدنة، يعود الصراع ليحتدم بين الحكومة ومقاتلي الدعم السريع، في وقت كانت السودان تطمح للمزيد من الاستقرار والبناء الاقتصادي بعد سنوات عجاف. القتال الدائر اليوم، قد يطول، والنزوح لدول الجوار قد يزداد، والمعاناة ستستمر في أفق إيجاد حل سياسي متفق عليه.

في تشاد كما في مالي وبوركينافاسو ودول أخرى، تعرف هده المجتمعات سنوات أمن قليلة ثم تندلع الشرارة من جديد إما باغتيال سياسي أو انقلابات عسكرية أو معارضة حزب ما أو قبيلة ما. النيجر تشكل النقطة الساخنة لصيف 2023، انقلاب عسكري ومطالب برحيل فرنسا وشركاتها من الاراضي النيجرية، ومطالب دولية بعودة الشرعية وعودة الرئيس المخلوع، إلا أن زعماء المجلس العسكري في نيامي متشبثون بموقفهم ويصرون على التغيير وتشكيل حكومة مؤقتة.

اضطرابات عديدة، تجعل من الأوضاع الأمنية هشة للغاية، وأحيانا عدم سيطرة الدولة المركزية على منا طق عدة من البلاد، قد ينجم عنه تكوين ميليشيات وقوات خارجة عن السيطرة المركزية، ويصبح الوضع الأمني عرضة لتغلغل الارهاب والمرتزقة وتكوين عصابات تعصف بمستقبل البلاد والمنطقة برمتها.

 اليوم النيجر تتهم فرنسا باختراق مجالها الجوي، بعد غلقه من طرف القوات التي أطاحت بالرئيس، وتتهمهما بمهاجمة العسكر أيضا، في النيجر دائما، تشكيل مجلس لمقاومة الانقلاب بالبلاد وانباء عن احتجاز بشكل سيء للرئيس المخلوع وعائلته، حيث اتهم حزب الرئيس ، محمد بازوم، المجلس العسكري، الذي استولى على السلطة في 26 يوليو، بظروف احتجازه هو وعائلته القاسية واللاإنسانية في المقر الرئاسي.

وفي بيان دعا فيه إلى تعبئة وطنية لإنقاذهم ، قال حزب PNDS-Tarayya يوم الأربعاء إن مسكن عائلة بازوم ليس بها مياه جارية ولا كهرباء ولا توجد بها سلع طازجة أو أطباء. ودعت الرابطة في بيان لها إلى تعبئة وطنية لإنقاذهم.  كما أعلنت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المالية تعليق إصدار التأشيرات للمواطنين الفرنسيين، من طرف المصالح الدبلوماسية والقنصلية المالية في فرنسا.

كما بدأت الحكومة الكينية محادثات مع المعارضة لمحاولة حل نزاع سياسي في أعقاب سلسلة من الاحتجاجات العنيفة على ارتفاع تكاليف المعيشة ودعوات لإجراء إصلاحات انتخابية، ومن المقرّر أن تبدأ المحادثات، وسط غياب أي جدول زمني حاليا بشأن مدّة المناقشات, فيما سمّى كل فريق خمسة أعضاء.

بعض مما تعيشه دول القرن الإفريقي ودول الساحل، اضطرابات أمنية تعني ديمومة عدم الاستقرار حيث تنتعش حركية الارهاب وتسلل الارهابيين بين الدول مما يشكل خطرا كبيرا على الدول نفسها وعلى دول الجوار وخصوصا دول شمال افريقيا المستقرة.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button