في الصميم

هل يريدون فتح جبهة حرب جديدة بالشرق الأوسط؟

قد يكون قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة الأخرى هي ساحة الحرب الآن، حيث القتال يشتد بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الاسرائيلي. لكن احتمالات حرب اقليمية تبقى واردة في ظل الوجود الأمريكي والروسي والإيراني بالمنطقة، فأينما اجتمعوا سيكون من الصعب السيطرة على الوضع، وقد ينفجر في كل لحظة.
قد تحمل أمريكا للمنطقة عدة سيناريوهات محتملة، وهي التي تعتمد على دراسات مسبقة وخطط بعيدة الأمد لحماية مصالحها ووجودها في شتى بقاع العالم، ووجود هدا الكم الهائل من المسؤولين الأمريكيين بتل أبيب دليل على مكانة الدولة المحتلة في الاستراتيجيات الأمريكية وخططها المستقبلية.

عبد_الله_العبادي

بقلم عبدالله العبادي
أمضى الرئيس الأمريكي جو بايدن سبع ساعات مع المسؤولين الإسرائيليين، وأعرب عن دعمه الكامل للحملة الشرسة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين بغزة، لكنه حث القادة الإسرائيليين، وكرر ذلك في خطابه بواشنطن من البيت الأبيض، على ألا يعميهم الغضب، وتعهد بايدن بتقديم مساعدات إضافية لإسرائيل بمليارات الدولارات.
 تسعى الولايات المتحدة، من وجود أسطولها الحربي بالمياه الإقليمية، للرد على أحداث خارجة عن سيطرتها إلى حد كبير، سواء من خلال هجمات الحوثيين أو حزب الله أو إيران… لكن الأمر الذي قد يورطها في حرب إقليمية في الشرق الأوسط، سيدفع بروسيا إلى الدخول في صراع إقليمي يحول دول المنطقة إلى حلبة صراع دولي على غرار ما حصل في أوكرانيا.
قد تمتلك الولايات المتحدة الأمريكية أقوى جيش في العالم، ولكن كما أثبتت التجارب، الفشل الأمريكي الكبير في فيتنام وأفغانستان، فإن هذا لا يضمن النصر على عدو مصمم ومؤمن بقضية وجود، وصارت الشعوب العربية تعرف جيدا النوايا الغربية، وحتى الحكومات صارت واعية بالخطر الذي يشكله الغرب وتحالفاته المسمومة.
كما أن الوعي العربي يعرف اليوم الخطر الذي يشكله الصراع في الشرق الأوسط أو الخليج العربي، وجهنم التي قد تفتح على شعوب المنطقة، الكل يعلم ما تعيشه سوريا والعراق واليمن وليبيا والسودان، فلا أحد يريد المزيد من المأساة العربية، لكن في نفس الوقت لا أحد يرضى بالتفريط في شبر واحد من الأرض أو عدم مناهضة ومقاومة الاحتلال.
سواء الغرب أو روسيا، فجنودهم لا يأتون سياحا، بل يحملون الدمار أينما حلوا وارتحلوا، فمهما اختلفنا مع الفصائل الفلسطينية سياسيا أو إيديولوجيا، يبقى الدفاع عن الحق أسمى من أي اختلاف، ويبقى الدفاع عن الأرض المغتصبة حق شرعي، وجب مساندته والوقوف في صفه.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button