أخبارالرئيسيةثقافة و فن

مجاديف الضفة الاخرى

قريتي خضرتها تغازل زرقة مياه المحيط .
سائماتها ترعى كقطع ثلج بيضاء تزين مروجها .
و عرائسها في ربيع العمر تملأ زغاريدها الفراغات و الأمكنة.
صهيل خيولها وركدها في اتجاه الغرب و الشرق يختزل مسافات البحر وقريتي .
بلدتي بجاذبيتها تلهم العشاق من العوالم الاخرى و تحضنهم بالعناق والورود .
سكانها طيبون يكدون مثابرون ، ارضها معطاة وسماؤها مدرار على الدوام .
جوارها للبحر جر عليها و على ساكنتها كل النقم تغير كل شيء وحتى العلاقات .
تعلق ابناؤها هياما بركوب البحر فهجروا امتطاء الخيل و استعاروا مركبا خشبيا من المرفأ المهجور .
تزاحموا ، تدافعوا ، تمايلوا ، تناولوا المجاديف لشق عباب البحر ومصارعة الامواج التي تطارد الوافدين الجدد .
تواطىء كل شيء ضدا على ابناء جلدتي ، المركب ، البحر ، الامواج و كذا المجاديف و تبدد الحلم .
وراحت طيور قريتي في موكب جنائزي لتشييع مهووسي الحلم المفقود .
واستيقضت قريتي من كابوسها المزعج ووضعت المتاريس بالحدود و لقنت شبابها ان لا محيد عن قرية الجدود .
وكسرت كل المراكب و المجاديف و وضعت السروج على صهوات الجياد و ملأت البنادق بالبارود .
وصاح الجميع بصوت واحد “فلنحيا هنا ” و انتهى زمان زواج قريتي بالعالم المفقود .
الجديدة 2022/09/8

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button