أخبارثقافة و فن

زهرة اللارنج  لون الماء في أرخبيلات الزمن

ريحانة البشير/

تحية بعطر اللارنج للروائية حسناء الشهابي، ولمن أوعزاليها أن أكون ضمن شخصياتها قارئة تتعلم كيف تنسج خيال الماء حياة أخرى. رواية زهرة اللارنج من منشورات دار التوحيدي لوحة الغلاف من ابداع الفنانة التشكيلية عواطف الشهابي

الرواية عدد دقات قلبها 183 نبضا .الاهداء لصناع الخيال و الحقيقة على مدى صفحات العمر.

قرأت الرواية وو قعت أسيرة العتبة العنوان زهرة اللارنج، هذا التضاد بين العين التي ترى الشجرة مورقة خضراء وبين تذوق مر الثمرة، فكان علي أن أسافر في دروبها وأركض داخل أزقتها لأتذوق المر في تفاصيلها،تفاصيل نساء حقبة تاريخية من ستينيات القرن الماضي.  لم تكن غايتي تحقيق الخيال الذي كان التخييل روائيا أبعد من خيالها،اذ كان الواقع لغة رصدت الأحداث ،حركاتها، مقاصدها صلابتها، أفصحت اللغة و تكلمت حتى بدت ارتدادا لانفعالات نفسية نمت بين شخصيات الروايةالتي تجمعت و تفرقت داخل شخصية زهرة اللارنج البطلة، شخضيات متألمة، مجروحة ،ثائرة، مقيدة.

ابنة سلا التي ترعرت بين صواني الشاي والقفاطين الخضراء،ترف المفارقات،ابنة الحاج الطاهر بائع الأثواب الشبقي المزواج  والأم خناتة المستسلمة ،المسالمة

وأخوها بوشعيب الحاضر الغائب، وأم العيد الأخت الهامش، ويزة الأخت الغير الشرعية من خادمة  البيت السرايا دادا البتول.

المسكوت عنه والمعلوم لدى زهرة يتقاذف حمما ،بين رغبات زمن المر الذي ألبس البطلة رداء البراءة والقسوة واللذة غير المشتهاة ،لتعش صراعا بين صوتين داخلها ،حبها لبوشتى الحب الأول الذي يرغبها جسدا ويريد الزواج بأخرى ،  القلعي شخصية العاشق الذي يبحث عمن ينسه جراحه كلقيط ،والذي توفي تاركا دمعة وشرخا نفسيا ، =أطلقي سراح كل الحروف السجينة في المحبرة افتحي الأبواب الموصدةص 12

ماذا كان وراء الأبواب الموصدة لمرحلة تاريخية  لوطن حديث الأستقلال، الانفتاح على الغرب، السجائر ،الميني جوب، اللثام  والجلابة.  رحلة تبحث عن أرض تسع كل تلك الأحاسيس وراء قضبان الخوف والجموح الخفي تقنية مبدا العلة التي أفضت ألى مبنى اللغة المتماسك، لايمكن لهذه الأحداث أن تكون ماض بل أرخت لحاضر عاش في جلباب الماضي ،مما كثف عمق الرواية الدلالي ليدرك القارئ فترة زمنية لم تختف ،ومحركا أساسيا لحبكة صاغتها الساردة  في تطور شخصياتها ضمن شخصية البطلة زهرة اللارنج الألم  الذي يختفي  ويظهر تيمة ربطتخيوط العلاقة  بينها و بين صديقاتها ،لقاءاتهن حول كؤوس الشاي الحديث عن الحرية ، التعدد، المثلية،  حرية الجنس، سعاد ، أسماء خدوج التي وجدتها زهرة في سرير يزة عاريتين،تتفجر اللغة الوجود داخل المجموع بانتماء وفي من الساردة وبأسلوب سلس ،ملغوم اعتمدت فيه الكاتبة على معجم متمرد،وكان احدى ركائز الرواية، اذ صاغت كونا لغويا عرى أقبية الدور داخل ازقة ضيقة جدا ، نساء اردن فتح باب للحرية دون أن يدخلنه.

هل كانت حقبة الستينيات من القرن الماضي بكارة عذرية الوهم في جسد المرأة ،الأم ،الوطن.

جراح فاضت جراحها

جراح جف نزيفها

جراح رحلت بقلبها نحو المغيب> ص62

في أي منفى الحدث ،الجرح الذي استمع الى نبض الكاتبة الذاتي والذي جعل الشعر مشهدا لغويا اخر ويعد كذلك من أهم المداخل المهيئة للاقتراب من عوالم شخصياتها.

لم تستسلم الكاتبة أذ جعلت نهاية رواتها مفتوحة على عدة قراءات ،باختفاء البطلة زهرة اللارنج وبتواطئ  ليستمر البحث عنها في رواية أخرى  تولد من رحم هذا  الاختفاء.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button