أخبارحضارات

فاس التي تسكننا..حكايات شعبية عن سبب تسمية احيائها!

بقلم: حنان الطيبي/

فاس حكاياتها كثيرة في التاريخ والتأريخ على السواء، لكن ما يحكيه الموروث الثقافي الشعبي عن احيائها وأزقتها يبدو انه أسطورة من الأساطير، فلكل حي او زنقة بمدينة فاس حكاية وقصة غريبة أقرب إلى الخيال، تحكي سبب تسمية تلك الأحياء، ورغم أنه كل يحكي القصة بطريقته الخاصة، فتجد بين القصة التي يرويها زيد وبين تلك التي يحكي عنها عمرو عناصر متشابهة ومشتركة في الحكاية نفسها، لكن لكل واحد طريقته في القص، وهذه بعض الأحياء العتيقة في مدينة فاس واسباب تسميتها كل على حدة، وفي هذا الركن سنحكي حكاية كل حي بفاس العالمة وسبب تسميته.

حي باب السنسلة:

يتواجد حي باب السنسلة بين حي النخالين وحي راس الشراطين، ويعتبر مدخلا لباقي أحياء مدينة فاس مباشرة بعد البوابة الكبيرة سيدي العواد.

يقال إن باب السنسلة سميت كذلك لأن الدكاكين رصت على جانبي الحي رصا، ولأن الحي اتخذ مساحته طولا اكثر منها عرضا، فكان اشبه بسلسلة لها حلقات مترابطة، ولهذا كانت الدكاكين الملتصقة والمترابطة هي الحلقات التي شكلت حيا شبيها بالسلسلة فكان الإسم باب السنسلة.

أما حكاية تسمية باب السنسلة في الموروث الشعبي فتكاد تكون قصة من حكايات الف ليلة وليلة، إذ يحكى أن حي باب السنسلة سمي كذلك لكون كانت معلقة على باب الحي سلسلة كبيرة من الفولاذ، وكان أهالي المدينة، في قرون خلت، يحتكمون إلى تلك السلسلة التي كانت فيها بركة كبيرة ولا احد يجرؤ على الحلفان عليها بالباطل، فكان كلما حدث خلاف بين طرفين احتكما إلى السلسلة كأن يتهم طرف الطرف الأخر بالسرقة مثلا، فيذهب الإثنان إلى السلسلة ويضع المشبه به يده عليها حالفا أنه لم يسرق، وبذلك يرتاح الطرف المشتكي ويصدق حلفان خصمه…وقد ظل الأمر كذلك عشرات السنين، إذ يلجأ إلى السلسلة كل مختلفين للحسم بينهما مهما كان سبب الاختلاف.

وتقول الحكاية إنه في أحد الأيام إحدى النساء كان لها زوج يسافر كثيرا ويغيب عن البيت لأشهر بسبب تجارته، وعند عودته سمع أن زوجته تواعد خليلا لها، فواجهها بالأمر لكن لم يتلق منها سوى النكران، وأن كل ما تم اتهامها به هو مجرد إشاعات من الجيران، وكان ان دعاها لتثبث صدق نيتها وتضع يدها على السلسلة البركة لتررئ ذمتها مما نسب إليها، وبالفعل ذهبت الزوجة رفقة زوجها ووقفا أمام السلسلة ثم وضعت يدها على هذه الأخيرة وأقسمت أنها بريئة، فكان أن التفت السلسلة حول يد الزوجة وقيدت معصمها بقوة ثم سقطت من الجدار لتتلاشى في الأرض كحبات الزجاج.. ومن هنا اختفت السلسلة واختفت معها البركة لكن بقي الإسم لصيقا بالحكاية!.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button