أخبارالعالم

قطر والمونديال ونفاق الأوروبيين

لا يتوانى الأوروبيون لحظة في إلقاء محاضرات الأخلاق والقيم، كلما أتيحت الفرصة لهم، سواء تعلق الأمر بعرس رياضي أو موسم ديني أو انتخابات سياسية أو حفلات ثقافية. وكأس العالم لم تشكل استثناء، بل هاجموا قطر منذ أن خطفت الأضواء في استضافة العرس العالمي منذ 12 عاما.

الأوروبيون لا يرون واقعهم وعنصريتهم، وقضية المهاجرين واللاجئين على أراضيهم، بل يرون فقط أن حقوق الإنسان مهضومة في قطر ويجب منعها من تنظيم كأس العالم وربما إنزال عقوبات عليها، لا ندافع عن قطر، فهي دولة لها ما لها وعليها ما عليها، بل نحن ضد النفاق الأوروبي، ضد ما تقوم به الإمبريالية العالمية من استغلال لخيرات الشعوب في شتى أنحاء المعمور، وفاقد الشيء لا يعطيه.

حملات إعلامية همجية ضد بلد مسلم فقط لأنه منع الخمور أو طلب أن تُحترم الثقافة المحلية، وهذا حق، فكل الدول الأوروبية تطالب المهاجرين باحترام ثقافة الدول المستضيفة، لكن، هم لا يريدون احترام قوانين البلد المستضيف في لحظة عجرفة ونفاق كبير.

رئيس الفيفا لخص النقاش الدائر ودروس التاريخ قائلا “بالنسبة إلينا كأوروبيين ما قمنا به على مدار 3 آلاف سنة سابقة، يتعين علينا الاعتذار عنه على مدار 3 آلاف سنة مقبلة قبل أن نعطي دروسا للآخرين. هذه الدروس الأخلاقية تنم عن النفاق”.

وأضاف إنفانتينو قبل انطلاق العرس العالمي: “اليوم أشعر أني قطري، اليوم أشعر بأني عربي، أشعر بأني أفريقي، بأني مثلي، أشعر بأني من أصحاب الإعاقة، اليوم أشعر بأني عامل مهاجر”.

وأضاف أن “هذا الأمر يعود بي إلى قصتي الشخصية، أنا ابن عامل مهاجر (من أصل إيطالي)، وأعرف جيدا ما يعني التمييز، والتنمر عندما تكون أجنبيا. عندما كنت طفلا (في سويسرا)، تم التنمر علي لأن وجهي كان مليئا بالنمش، لأني كنت إيطالياً ولا أتحدث الألمانية بطلاقة”.

وقال: “كان والداي يعملان بجدية في ظروف صعبة ليس في قطر لكن في سويسرا، أتذكر جيدا وأنا هنا لا أتحدث عن التمييز في جنوب أفريقيا، أتذكر عندما كنت طفلا عندما كيف كان يتم التعامل مع المهاجرين، ما كان يحصل من إجراءات لدخول هذه الدولة أو تلك”.

شهادات جاني إنفانتينو جزء من الواقع الخفي المظلم لمجتمعات تتقن فن النفاق والتحايل حين يتعلق الأمر بدول ثالثية أو عربية أو إفريقية أو مسلمة، فالهجوم مجاني، رغم أن قطر سخرت كل الإمكانيات لإنجاح التظاهرة الأشهر عالميا.

حفل الافتتاح كان عالميا ومبهرا، ورسائل الحفل كان تعبر عن البحث عن الإنسانية المفقودة في مجتمع اليوم، البحث عن التعايش وعن السلم في رحلة البحث عن القيم والأخلاق التي توحد إنسانيتنا بعيدا عن التعالي والنفاق والعجرفة العرقية.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button