أخبارإفريقيا

ممالك ودول إسلامية لا يعرفها اليوم الكثير من الأفارقة

إفريقيا هي أول مكان دخله الإسلام بعد مكة

إفريقيا هي أول مكان دخله الإسلام بعد مكة -حتى قبل المدينة المنورة نفسها- عن طريق هجرتي الحبشة الأولى والثانية، وهي تسمى قارة الإسلام، فهي القارة الوحيدة ذات الأغلبية المسلمة، إذ يدين حوالي 60% من سكانها بالإسلام، عدد سكانها حوالي 1.2 مليار نسمة، يتوزعون على 54 دولة، منها 26 دولة ذات أغلبية مسلمة، و28 دولة المسلمون فيها أقلية، ونسبة المسلمين كانت أكبر من ذلك بكثير، لكنها تقلصت بفعل موجات التنصير العنيفة التي رافقت الاحتلال الغربي الصليبي والذي حيث عمد إلى قتل واسترقاق الملايين من مسلمي إفريقيا وتنصير الكثيرين منهم، ولا تزال تتعرض القارة السمراء لنهب ثرواتها من قبل الأطراف الدولية الفاعلة وسط ضعف التواجد العربي إعلاميا وسياسيا.

أفريقيا ثاني أكبر قارات العالم

وتعد أفريقيا ثاني أكبر قارات العالم من حيث المساحة وعدد السكان بعد قارة آسيا، وتعتبر القارة المسلمة الأولى في العالم حيث يشكل المسلمون حوالي 52 % من سكانها، فيما يشكل المسلمون غالبية السكان في 29 دولة أفريقية (من إجمالي 53 دولة)، يتمركزون في شمال وغرب القارة. كما أن الإحصاءات تفيد أن بين كل عشرة أشخاص في أفريقيا يتركون الديانات الوثنية التقليدية، يدخل تسعة منهم في الإسلام وواحد في المسيحية. ومع ذلك لا تهتم بها مناهجنا المدرسية أو برامجنا الإعلامية والثقافية، مما يسهل على المحتلين لليوم امتصاص خيرات أفريقيا واستعباد أهلها بواسطة الفقر والجهل والمرض، وذلك في مسيرة من الظلم لأفريقيا تمتد لمئات الأعوام. وقد نبهت بعض المراجع على أن الظلم لأفريقيا وصل أيضاً لخريطتها المنتشرة، حيث لا تمثل الحجم الحقيقي للقارة، بل هي تظهر على الخرائط بحجم أصغر من حقيقتها، إذ تبلغ مساحتها أكثر من ضعفي أوروبا!

أما قصة أفريقيا مع الإسلام فهي قصة قديمة، تسبق حتى قصة المدينة المنورة مع الإسلام. إذ ترجع قصة أفريقيا مع الإسلام إلى السنة الخامسة للهجرة حين هاجر بعض الصحابة بقيادة جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهم للحبشة فراراً من بطش قريش. فمباشرة من مكة لأفريقيا كان مسار الإسلام، ولكن من ينتبه لهذه الصلة القديمة بين الإسلام وأفريقيا؟!
نتف سريعة عن بعض الممالك والدول الإسلامية التي لا يعرفها اليوم كثير من المثقفين والباحثين، فضلاً عن عامة المسلمين. يتبين لنا أن تاريخنا كمسلمين وأفارقة وعرب تاريخ مجهول، وهذه مسؤولية أجهزة التعليم والإعلام. والإسلام راسخ في أفريقيا، وإن المطالبة بعودة الإسلام للحكم هي مطالبة صحيحة، لأنها تعبر عن حقيقة أفريقيا التي قام الاستعمار بتغيير خريطتها وتركيبتها، وإقصاء الإسلام والمسلمين عن حكمها.

جهود بعض المصلحين الأفارقة

أسهمت جهود بعض المصلحين الأفارقة، مثل عبدالله الزيلعي وأحمد القرين وغيرهما من شرقي أفريقيا، وعبدالله بن ياسين وعثمان بن فودي وعمر الفوتي وأحمدو شيخو وأحمدوا صمدو وأحمدوا بيلو في الغرب الأفريقي، في استقرار الإسلام وازدهاره، حتى ظهرت عدة ممالك إسلامية كبيرة في أفريقيا، ذكر بعض أخبارها ابن بطوطة في رحلته.
كانت من هذه الممالك مملكة غانا (1076-1240)، والتي قضي عليها على يد مملكة إسلامية أخرى هي مملكة الماندينغ في مالي، وبقيت حتى العام 1670، فقامت على أنقاضها دولة أخرى هي دولة سونغاي التي حملت أيضاً لواء الإسلام وتوسعت جنوباً، لكنها انهارت في القرن السادس عشر الميلادي.

وسادت فترة فوضى مدة قرنين، حتى جاءت قبائل الفولاني المسلمة لتؤسس دولة إسلامية جديدة واسعة في غربي أفريقيا. وشهدت تلك المرحلة ظهور دول كانم وبورنو في وسط أفريقيا.
وكان هناك مملكة ودّاي الإسلامية في جنوب الصحراء (1615–1909) التي أقامها العالم المجدد عبدالكريم بن جامع، والتي قضى عليها الاستعمار الفرنسي. ومملكة باقرمي القريبة من بحيرة تشاد، وأنشأها السلطان “برني بيسي” العام 1513م وكان وثنيا، ويعد السلطان عبدالله بن مالو (1561–1602) أول سلطان مسلم فيها، وبذلك تحولت إلى دولة إسلامية، وبقيت حتى العام 1892.
وبدأت الحملات الأوروبية تجوب أفريقيا بعد ذلك فيما عرف بالكشوف الجغرافية التي مهدت لغزو واحتلال بلاد المسلمين وغيرهم في أفريقيا وآسيا، فقامت العديد من الحركات الجهادية في شمال أفريقيا وشرقها وغربها، ونجحت في إقامة دول إسلامية مترامية الأطراف.

تمكن الشيخ عثمان فودي (فوديو) من تأسيس دولة الفولاني الإسـلامية (مملكة سوكوتو 1805-1903) في نيجيريا، والتي قضى عليها الاحتلال البريطاني. وقد كانت دولة قوية ومتقدمة شهد لها حتى المستشرقون.
وظهر الشيخ أحمدو بن محمدو لوبّو في منطقة ماسينة في السودان الغربي، وقام بتأسيس دولة ماسينا الإسلامية العام 1810، والتي تميزت بتنظيم إداري دقيق، وبصلاتها مع الدولة العثمانية. وبقيت هذه الدولة حتى العام 1893، إذ قضى الاستعمار الفرنسي عليها.
وقام الشيخ عمر تال الفوتي، بدور واسع في نشر الإسلام ومحاربة الوثنيين في بلاد التكرور والسنغال، لكنه لم يتمكن من تأسيس دولة مستقرة بسبب استشهاده مبكراً. لكن أتباعه واصلوا مسيرته حتى هُزموا أمام الفرنسيين. وقاد الشيخ سليمان بن راسين ثورة إسلامية، وأسس مملكة إسلامية العام 1776 في منطقة فوتا تورو بالسنغال.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button