أخبارالرئيسيةمجتمع

نداء من أجل الوطن: الشبيبة الحركية تنحاز لمطالب جيل Z وتدعو الحكومة لتحمل مسؤوليتها

في ظل تنامي موجة الاحتجاجات الشبابية التي عمّت عدداً من المدن المغربية، والتي باتت تُعرف بـ “مظاهرات جيل Z”، أصدرت منظمة الشبيبة الحركية نداءً وطنياً دعت فيه إلى الإنصات العاجل لصوت الشباب والاعتراف بمشروعية مطالبهم، باعتبارها ليست اجتماعية فحسب، بل سياسية في جوهرها.

وأكدت المنظمة في بيانها أنها سبق أن حذّرت في أكثر من مناسبة من خطورة تجاهل رسائل الشباب، مستحضرة أحداث الفنيدق وما خلفته من مأساة، إضافة إلى الاحتجاجات المتكررة في المناطق القروية والجبلية، والوضعية المقلقة لفئة الشباب “NEET” (خارج المدرسة، خارج الشغل، خارج التكوين)، والتي وثقتها تقارير مؤسسات دستورية رسمية.

وبحسب الشبيبة الحركية، فإن الأزمة الحالية ليست وليدة اللحظة، وإنما نتيجة “سنوات من غياب رؤية حكومية شاملة في قضايا التعليم، التشغيل، التكوين، العدالة المجالية ومحاربة الفساد”، وهو ما وسّع دائرة فقدان الأمل وانعدام الثقة في المؤسسات.

وحدّد نداء الشبيبة المطالب الأساسية لجيل Z في أربع أولويات كبرى:
• التعليم: باعتباره قضية سياسية بامتياز، وفشل إصلاحه يعكس إخفاق الدولة في إعداد رأسمالها البشري.
• الصحة: كحق دستوري واستحقاق سياسي يترجم التزام الحكومة بالعدالة الاجتماعية والمساواة في الولوج إلى الخدمات.
• الشغل: باعتباره حقاً دستورياً، لا امتيازاً تمنحه الدولة، وهو المعيار الحقيقي لنجاعة السياسات الحكومية.
• محاربة الفساد: كرهان سياسي ومؤسساتي يمس جوهر الثقة بين الدولة والمجتمع، وشرط أساسي لأي إصلاح ديمقراطي.

وفي سياق متصل، دعت الشبيبة الحركية الحكومة إلى تحمل مسؤوليتها السياسية كاملة في تردي الأوضاع، والقطع مع لغة الأرقام الجوفاء والمغالطات، والانتقال إلى حوار مسؤول ونقاش رصين من أجل تحويل المطالب المشروعة إلى سياسات ملموسة.

كما أعلنت المنظمة استعدادها للعب دور الوسيط بين الشباب والمؤسسات، بما يحوّل الغضب إلى قوة اقتراحية بنّاءة، مجددة رفضها لأي شكل من أشكال العنف أو التخريب الذي يمس بأمن المواطنين ومؤسسات الدولة، والتأكيد على أن التعبير السلمي المسؤول هو السبيل الأنجع لحماية المكتسبات الوطنية.

وتماشياً مع التوجيهات الملكية، خاصة خطاب العرش بالحسيمة عام 2018 الذي أكد فيه جلالة الملك محمد السادس: “لأن أبناء اليوم، هم الذين يعرفون مشاكل ومتطلبات اليوم”، شددت الشبيبة الحركية على أن مظاهرات جيل Z ليست عابرة، بل تعبير عن وعي جديد لجيل يرفض الصمت أمام البطالة والتهميش وانسداد الأفق.

واختتمت المنظمة ندائها بالتأكيد أن المغرب يعيش اليوم “لحظة مفصلية تتطلب شجاعة سياسية في الإصلاح وتجاوباً ملموساً مع انتظارات الشباب”، مشيرة إلى أن المستقبل لن يُبنى إلا بسواعد شبابه، وبسياسات عمومية واقعية تُترجم أحلامهم إلى واقع، وتُعيد الثقة في المؤسسات كشرط أساسي لأي مشروع تنموي مستدام.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button