انخفاض أسعار الذهب بالتزامن مع تحسن المشهد الجيوسياسي

شهدت أسعار الذهب اليوم تراجعًا ملحوظًا في السوق العالمية خلال تعاملات يوم الاحد 29 يونيو 2025. يأتي هذا الانخفاض بالتزامن مع عطلة البورصات العالمية، ويُعد امتدادًا لهبوط سعر الأوقية بنسبة 2.8% في ختام تعاملات الأسبوع.

– أثر التحسن الجيوسياسي على أسعار الذهب عالمياً
يأتي هذا التراجع في أسعار الذهب في ظل تحسن الأوضاع الجيوسياسية العالمية وعودة التفاؤل إلى آفاق التجارة الدولية. بدأ المستثمرون يعيدون توجيه بوصلتهم نحو الأصول عالية العائد مع تراجع التوترات، ما شكّل ضغوطًا ملحوظة على المعدن الأصفر عبر زيادة عمليات البيع. حدث ذلك رغم استمرار عوامل داعمة تقليديًا له، مثل ضعف الدولار وتوقعات خفض أسعار الفائدة.

سجلت أسعار الذهب عالميًا انخفاضًا خلال الأسبوع الماضي، على الرغم من تراجع الدولار بنسبة 1.32% واستقرار عوائد السندات الأمريكية. هذا يعكس تحولًا واضحًا في توجهات المستثمرين نحو الأصول عالية العائد، وفي ظل انتعاش مؤشرات الأسهم الأمريكية وتحسّن التوقعات الاقتصادية. تراجعت سعر أوقية الذهب بنحو 95 دولارًا لتصل إلى 3274 دولارًا.

يُذكر أن هذا التراجع جاء مدفوعًا بعوامل جيوسياسية واقتصادية متشابكة، أبرزها انفراجة في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، وتوقيع اتفاق تجاري جديد بينهما، إلى جانب مؤشرات على تهدئة التوتر في الشرق الأوسط، خاصة بين إسرائيل وقطاع غزة، وكذلك مرونة إيرانية تجاه الحوار مع واشنطن.

ورغم استمرار الضغوط على الاقتصاد الأمريكي، بما في ذلك ارتفاع العجز الفيدرالي إلى 316 مليار دولار خلال مايو، ومخاوف من أزمة ديون محتملة، لم تنجح هذه العوامل في دعم أسعار الذهب كملاذ آمن. ويعزو المحللون ذلك إلى تحول شهية المخاطرة نحو الأسهم وأصول النمو.

التوقعات المستقبلية لسعر الذهب
يرى المحللون أن عودة التوترات الجيوسياسية أو تصاعد التضخم مجددًا قد يعيدان الذهب إلى دائرة الاهتمام مرةً أخرى كملاذ آمن. بينما تبقى الأسواق في حالة ترقب حذر لمسار الفائدة الأمريكية والسياسات المالية القادمة التي ستؤثر حتمًا على سعر الذهب.