نواب من حزب الأغلبية يفضحون أرقام الحكومة ويعرون عن واقع مؤلم

بقلم/ ربيع كنفودي
يبدو أن حقيقة الإصلاحات التي تحدث عنها رئيس الحكومة عزيز أخنوش خلال الجلسة الشهرية أمام البرلمان، بدأت تتضح بشكل كبير أن ما تم تقديمه مجرد أرقام لا وجود لها إلا في مخيلة الحكومة التي تدعي أنها تقوم بإصلاحات شاملة في قطاع الصحة.
هذه الحقيقة كشفتها مداخلة النائب البرلماني هشام المهاجري، عن حزب الأصالة والمعاصرة، الحزب الثاني في الأغلبية الحكومية، والذي وجه انتقادات قوية لوزير الصحة، قائلا: “وزير الصحة جاب لينا واحد الورقة قراها علينا، الأرقام قراها علينا رئيس الحكومة، مضيفا أنه طرح السؤال على “شات جي بي تي”، أعطاني ارقاما أحسن من الأرقام التي قدمها الوزير.”
وواجه وزير الصحة قائلا: “من نهار جيتي وانا كنشفوك تتكلم فالتصريحات ديالك على الصفقات، صفقة طلعها من هنا، وصفقة نزلها من هنا، يعني “السيكيريتي والصفقات هما المهمين، ماشي الصحة.”
وأضاف هشام المهاجري قائلا: “أنت وزير الصحة ماشي وزير المالية.” ووجه نداءه لوزير الصحة: “تفاعلوا مع مطالب الساكنة، راه 18 جماعة قروية تنتظر مستشفى قرب واحد راه تبنى 7 سنوات، اي في عهد الوزير الحسين الوردي.”
نفس الأمر عبرت عنه النائبة البرلمانية نجوى كوكوس، تحدث عن واقع الصحة بمدينة الدار البيضاء، حيث أكدت أن مدير المستشفى الجامعي ابن رشد لا يجيب لا منتخبين، لا رؤساء الجماعات، لا البرلمانيين. وأضافت أن المدير الجهوي مغلوب على أمره. وأثارت نجوى كوكوس واقع سيارات الإسعاف غير المجهزة بالآليات والتجهيزات اللازمة لتقديم الاسعافات الأولية للمريض او المصاب، وأضافت أن الإكتظاظ التي تعيشه المستشفيات أصبح يشكل ضغطا على المريض، وعلى الطبيب.
وختمت نجوى كوكوس مداخلاتها: “أنه في الوقت الذي نحاول كمنتخبين محاورتكم كوزير عن القطاع من أجل التعاون المشترك لإيجاد حلول ناجعة، لا نجد آذانا صاغية تستجيب لنا وتنصت لما نحمله من هموم ومشاكل المواطنين”.
كانت هذه بعض المداخلات لحزب يشكل الأغلبية الحكومية والأغلبية البرلمانية، تنتقد بشكل سيء السياسة التي يسير ويدبر بها قطاع الصحة، الذي تتبجح الحكومة وحزب التجمع الوطني للأحرار، أنه نجح في إصلاحه، والحال أن قطاع الصحة كقطاع لازال مريضا يعاني من أمراض عديدة، أولها مرض التسييس الذي هلك القطاع وأنهكه حتى أدخله الإنعاش.
ما وقع اليوم في البرلمان، والانتقادات اللاذعة التي وجهت لوزير الصحة من طرف حزب في الأغلبية، يكشف أولا أن ما يتم تقديمه من طرف حزب آخر في الحكومة تبقى مجرد مزايدات ليس إلا، والحال ان الواقع الذي كشفه النواب في مداخلتهم يؤكد حال الصحة في المغرب، سواء في المجال الحضري أوالعالم القروي.
ثانيا، هذه المداخلات والانتقادات توضح الزعزعة واللاستقرار الذي تعيشه الأغلبية الحكومة وحتى البرلمانية، وهو الامر الذي سبق الكشف عنه في ملف الفراقشية الذي خلق ضجة كبيرة، وعرى عن حقيقة الانسجام الحكومي الذي تدعيه الحكومة.
ثالثا، هذه المداخلات اليوم، تؤكد أن مسيرة الكرامة التي نظمتها ساكنة جماعة آيت بوكماز، سببها إهمال الحكومة في التعاطي الجاد والمسؤول مع مطالب الساكنة التي طالبت بطبيب، وها هو النائب البرلماني المهاجري يقول “استجيبوا وأنصتوا للساكنة، التي تطالب بمستشفى القرب الذي تم بناؤه سنة 2018.”
مداخلات نواب البام، وتعقيب أحد النواب الاستقلاليين الذي قال أن ملف الصحة يهم الأغلبية والمعارضة على حد سواء، جاؤوا كرد على الشوشرة التي خلقها نواب حزب التجمع الوطني للاحرار حينما انتقدوا سياسة تدبير قطاع الصحة.
فهل ستحرج هذه التدخلات رئيس الحكومة ووزير الصحة، خصوصا انها جاءت مباشرة بعد تصريح رئيس الحكومة عزيز أخنوش. وفي أي إطار سيدرج رئيس الحكومة هذه الانتقادات، هل في إطار التشويش، أم في إطار دور المنتخب الذي وجب عليه أن يوصل هموم الساكنة إلى الحكومة.؟



