المغرب: قصة نجاح اقتصادي تحت قيادة ملكية رائدة

حققت المملكة المغربية، تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إنجازات اقتصادية هيكلية أحدثت تحولًا عميقًا في النسيج الاقتصادي الوطني، ومكنتها من البروز كقوة صاعدة بامتياز على الساحة الإقليمية والدولية. هذا التحول هو ثمرة رؤية ملكية استراتيجية ومتعددة الأبعاد، قامت على مبادئ الاستدامة، الشمول، والمرونة، مما قطع مع النماذج التقليدية للنمو وأرسى أسس تنمية شاملة ومستدامة.
إصلاحات استراتيجية ونمو مستقر
أكد رئيس البنك الأفريقي للتنمية، أكينوومي أديسينا، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة ذكرى عيد العرش، أن المغرب شهد منذ اعتلاء جلالة الملك محمد السادس العرش، إطلاق مشاريع وأوراش واسعة النطاق ذات أثر كبير وملموس. وأبرز أن المملكة، بفضل دينامية التحديث المستمرة والإصلاحات الاستراتيجية بقيادة جلالة الملك، أصبحت من بين أكثر الاقتصادات استقرارًا في أفريقيا، وارتقى إلى مصاف الدول الأكثر تقدمًا في القارة.
استراتيجيات قطاعية منسجمة لاقتصاد متنوع
عزز المغرب مكانته الإقليمية والدولية بفضل اعتماد استراتيجيات قطاعية مندمجة ومتناسقة. ساهمت استراتيجيات مثل الجيل الأخضر، خارطة الطريق الجديدة للطاقة، مخطط التسريع الصناعي 2021-2026، الاستراتيجية الوطنية لتطوير اللوجستيك، مخطط أليوتيس، ورؤية 2030 للسياحة المستدامة، في إعادة تعريف أسس الاقتصاد الوطني. وقد مكنت هذه الاستراتيجيات المملكة من تصدر قطاعات ذات قيمة مضافة عالية مثل صناعة السيارات، الطيران، الفوسفاط، الهيدروجين الأخضر، والطاقات المتجددة، مما عزز جاذبيتها للمستثمرين الدوليين.
بنيات تحتية حديثة: ركيزة التنافسية
يُعد تحديث البنيات التحتية ركيزة أساسية للتحول الاقتصادي. فقد وضع المغرب برنامجًا واسع النطاق لتطوير البنية التحتية للنقل واللوجستيك والربط. ويُجسد ميناء طنجة المتوسط هذا الطموح، حيث أصبح أحد موانئ الحاويات الرائدة في منطقة البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا، ورافعة أساسية للصادرات وجذب الاستثمارات. كما ساهم تطوير شبكة الطرق السيارة وشبكة السكك الحديدية، خاصة خط “البراق” فائق السرعة، في إعادة تشكيل خارطة التنقل، جاعلاً المملكة قطبًا إقليميًا وقاريًا للربط.
تحول طاقي نموذجي ومستقبل الهيدروجين الأخضر
يندرج التحول الطاقي في المغرب ضمن رؤية استباقية ومستدامة بقيادة جلالة الملك. فقد انخرطت المملكة مبكرًا في نهج مزيج طاقي متوازن وصديق للبيئة، بهدف زيادة حصة الطاقات المتجددة إلى أزيد من 52% من مزيج الكهرباء بحلول 2030. تُنفذ هذه السياسة الطموحة عبر مشاريع عملاقة مثل مجمع نور للطاقة الشمسية بورزازات، ومزارع الرياح في طرفاية وميدلت. ويعزز المغرب مكانته في القطاعات المستقبلية، خاصة الهيدروجين الأخضر، متطلعًا ليصبح فاعلًا مرجعيًا دوليًا في هذا المجال.
مناخ أعمال مزدهر وتشجيع الاستثمار
بهدف تعزيز جاذبية المملكة وتشجيع الاستثمار المنتج، باشر المغرب سلسلة من الإصلاحات لتحسين مناخ الأعمال، بما في ذلك تبسيط الإجراءات الإدارية، رقمنة المرافق العمومية، وتعزيز الإطار التنظيمي. ويشكل ميثاق الاستثمار الجديد، الذي دخل حيز التطبيق في 2023، نقطة تحول رئيسية، موجهًا الاستثمارات نحو القطاعات ذات الأولوية ودعم المقاولة المحلية. وقد أدت هذه الجهود إلى تقدم مطرد للمملكة في التصنيفات الدولية للتنافسية وسهولة ممارسة الأعمال، مع إيلاء أهمية خاصة للإدماج الاقتصادي للشباب والنساء.
توجه استراتيجي نحو أفريقيا وتعاون جنوب-جنوب
اعتمد المغرب، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، مقاربة جديدة للتعاون الأفريقي تقوم على التضامن والمسؤولية المشتركة. تجلت هذه الدبلوماسية الاقتصادية في تعزيز حضور المملكة في القارة عبر شراكات متعددة الأبعاد في الفلاحة، المالية، الطاقة، والصحة. ويشهد على هذا التوجه الاستراتيجي توسع مجموعات اقتصادية مغربية في العديد من الدول الأفريقية، وتوقيع اتفاقيات ثنائية لتعزيز الاستثمار وتسهيل التجارة.
يعكس التقدم الاقتصادي المسجل في عهد جلالة الملك محمد السادس رؤية سديدة والتزامًا راسخًا بالتنمية. من خلال مواصلة هذا المسار، يعتزم المغرب ترسيخ مكانته كقوة إقليمية صاعدة، قطب للاستقرار، وشريك موثوق على الساحة الدولية.



