أخبارالرئيسيةفي الصميم

مدينة وجدة وبداية إرادة بزوغ عهد جديد

بقلم: منير الحردول

لعل مدينة وجدة، الحاضرة التي تسير بخطى ثابتة صوب بزوغ فجر حضري ملموس، شامل ومهيكل، الدليل، هو ما تشهده من كثافة في الأشغال وإعادة هيكلة الأحياء وتوسيع وتجديد الطرقات والممرات، مع تكثيف للمساحات الخضراء وحملات التشجير، ليس سوى انعكاس لإرادة جماعية تسعى إلى تحسين المشهد الجمالي الحضري وتعزيز جودة الحياة.

هذا الطموح لا يقف عند حدود التزيين، بل يمتد إلى إحياء الغابات والمنتزهات التي أنهكها الجفاف، في محاولة لإعادة التوازن البيئي واسترجاع نبض الطبيعة في قلب المدينة. الإصرار الواضح من مختلف السلطات العمومية على الدفع بهذه الدينامية التنموية، يعكس وجود عزيمة قوية ورؤية متجددة، خصوصًا في ظل الانطلاقة الفعلية والمرتقبة للميناء المتوسطي لمدينة الناظور، الذي سيشكل رافعة اقتصادية للجهة بأكملها، وقبلة للاستثمارات القادرة على امتصاص جحافل العاطلين من مختلف التخصصات.

الطموحات لا تتوقف عند البنية التحتية، بل تشمل أيضًا تحديث منظومة النقل الحضري، من خلال إدماج حافلات جديدة وفق تدبير يراعي الجودة والحكامة البيئية والمالية والاجتماعية، إلى جانب الدفع بمشروع الترامواي وتوسيع المطار، وكلها مؤشرات على وجود أياد صافية ونوايا وطنية صادقة تسعى لجعل المدينة قاطرة نحو تنمية حقيقية تعود بالنفع على الساكنة والوطن.

من هذا المنطلق، لا يمكن إلا أن نرفض تبخيس المجهودات، حتى وإن كانت محدودة، لأن الاعتراف بالخطوات الإيجابية هو جزء من بناء الثقة الجماعية، ولعل الأمل الحقيقي يكمن في انخراط الجميع في أفق النهوض الجماعي بالتنمية الشاملة، عبر تشجيع البناء والتنبيه لعوارض النقص بآليات مبتكرة تراعي زرع الأمل، وتبتعد عن الإفراط في النقد أو اختيارات التبخيس التي تحاول جاهدة النيل من طموح اسمه الأمل.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button